الشيخ عبد الله آل عمران القصيدة محاولة جادة بالأدوات الشعرية التوصيل رؤي الشاعر وتصوراته الخاصة عن ليلة عاشوراء، وبطريقة تجريبية اختار الشاعر مساحة عريضة للتعبير ليفحص طول نفسه الشعري مع بحر مركب التفعيلات متداخل الإيقاع هو بحر الخفيف وكذلك مع قافية صعبة المنال وعسرة الروي هي قافية حرف العين.
إن على الشاعر المتصدي لإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام أن ينتبه إلى أنه يطرح شعره أمام متلقين منصهرين النصوص، فهم يتلون آيات القرآن الكريم في الصلاة وغيرها ، ويزورون الأئمة عليهم السلام بنص، ويقرأون أدعيتهم بنص أيضا، مما يجعل مساحة تعاملهم مع النصوص مساحة عريضة، ودرجة تلقيهم عالية التوتر، فيجب الالتفات إلى القابلية المتحصلة لديهم لغرض تحقيق التوصيل الحامل للمتطلبات الفنية والأدبية والجمالية.
ونخلص إلى أن آل عمران مع حمله للبذرة الساحرة المسحورة التي تمكنه من الثبات والتفوق في الساحة الشعرية فقد حاول التعبير عن أحداث الليلة لاجئا إلى التطابق الواقعي مع التفاصيل دون التطابق الفني فامبد نصه حين شرح التقابل بين المعسكرين لينتهي بعلاقته الشخصية بالإمام الحسين عليه السلام ويقرر في النهاية قرارا نهائيا عن ليلة عاشوراء قائلا:
ليلة السبط خلدت دين طه * حيث لولاه دين طه يضيع