عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٥
والمسألة عند اليهود أن يصعدوا درجة مخاوف الغربيين من خطر البعث الاسلامي مهما استطاعوا، ليدفعوا بذلك خطره عن أنفسهم، ويقولوا بذلك للغربيين إنما المستهدف حضارتكم الغربية، وانما إسرائيل خط دفاعكم الأول.
فأعداؤنا إذن، مضطرون بحسب اعتقادهم " للدعاية " للإمام المهدي عليه السلام، وصناعة الأفلام حوله!
وسوف يزداد اضطرارهم إلى ذلك لمواجهة هذا المد الاسلامي المتطلع إلى قائده الموعود، ومواجهة هذا القائد إذا كان أمره صحيحا وظهر. وهم بذلك يمهدون له عليه السلام برعبهم منه، ويبعثون فينا التحفز والشوق إلى حفيد النبي صلى الله عليه وآله الطالع من عند الكعبة، ويبلغ المسلم غاية شوقه وتحفزه عندما يرى في فيلم نوستر آداموس الإمام المهدي عليه السلام يدير معركته مع أئمة الكفر العالمي من غرفة عملياته مع كبار جنرالاته على حد تعبير الفيلم، فتنطلق صواريخه العملاقة من قلب صحراء الحجاز، لتدك معاقل الكفر والاستعمار في أمريكا وأوربا.
ولكن هذه الانعكاسات لعقيدة المنتظر أرواحنا فداه، انما هي الصدى.
أما الصوت والعمل الأكبر لقضيته، فهو هذه الثورة الكاسحة التي قامت بها إيران باسمه، ومن أجل تهيئة المنطقة والعالم لظهوره السعيد. ثم أخذت شرارتها تنقدح هنا وهناك في بلادنا الاسلامية.
في إيران تشعر أن حضور المهدي المنتظر عليه السلام، هو الحضور الأكبر من كل قادة الثورة وعلمائها. فهو القائد الحقيقي للثورة والدولة، وانما الامام الخميني وكيله ونائبه الذي يذكر اسمه باحترام عظيم وتقديس فيقول: أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، ويقول انما البلد بلده، وغاية ما نرجوه أن نكون أمناء ونسلم البلد إلى صاحبه الأصلي عليه السلام.
وفي ضمائر الناس في إيران، وفي شعاراتهم، وأسماء أبنائهم، ومؤسساتهم، وشوارعهم، ومحالهم التجارية. الإمام المهدي هو السيد الحاضر بقدسية. وفي ضمير المقاتلين، الذين يذبون إليه شوقا ودموعا، ويرونه في منامهم، ويرون
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 13 14 15 16 17 19 20 21 ... » »»