السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٧٥
وهناك رواية تذهب إلى أن أعرابيا جاء من الشام، وابن عباس كان في المسجد الحرام يفتي الناس، فسأله عن أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناته، فأخبره ان أبناءه كانوا خمسة: القاسم والطاهر والمطهر والطيب، وهم من خديجة، رضي الله عنها، وإبراهيم من مارية، وبناته كن أربعا: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، وكن أيضا من خديجة وكلهم مات في حياته صلوات الله عليه، الا فاطمة فإنها بقيت أربعين يوما بعده، ولما جاء اجل فاطمة لم تحم ولم تصدع، ولكن اخذت بيد الحسن والحسين فذهب بهما إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأجلستهما عنده ثم وقفت، فصلت بين المنبر والقبر ركعتين ثم ضمتهما إلى صدرها والتزمتهما، وقالت يا ولدي اجلسا عند أبيكما ساعته، والإمام علي، عليه السلام، يصلي في المسجد، ثم رجعت نحو المنزل فحملت ما فضل من حنوط النبي صلى الله عليه وسلم فاغتسلت به ولبست فضل كفنه ثم نادت يا أسماء فقالت لها: لبيك يا بنت رسول الله، فقالت تعاهديني، فاني ادخل هذا البيت فأضع جنبي ساعة فإذا مضت ساعة ولم اخرج فناديني ثلاثا فان أجبتك، والا فاعلمي اني لحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قامت مقام الرسول صلى الله عليه وسلم في بيتها، فصلت ركعتين، ثم جللت وجهها بطرف ردائها وقصت نجبها، وقيل بل ماتت في سجدتها. فلما مضت ساعة أقبلت اسما فنادت يا فاطمة الزهراء، يا أم الحسن والحسين، يا بنت رسول الله، يا سيدة نساء العالمين، فلم تجب فدخلت فإذا هي ميتة، فقال الأعرابي: كيف علمت وقت وفاتها يا ابن عباس، قال:
أعلمها أبوها، ثم شقت أسماء جيبها، وقالت كيف اجترئ فأخبر ابني رسول الله بوفاتك، ثم خرجت فتلقاها الحسن والحسين فقالا: أين امنا فسكتت فدخلا البيت فإذا هي ممتدة فحركها الحسين فإذا هي ميتة فقال: يا آخاه آجرك الله في امنا، وصاح أهل المدينة لما علموا بخبر وفاتها واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة تتزعزع منها وهن يقلن: يا سيدتاه، يا حبيبتاه، يا بنت رسول الله، وأقبل الناس إلى علي وهو جالس، والحسن والحسين، رضي الله عنهم أجمعين بين يديه يبكيان فبكى لبكائهما، واجتمع الناس فجلسوا وهم يسترجعون وينتظرون ان تخرج الجنازة فيصلوا عليها، فخرج أبو ذر الغفاري وقال: انصرفوا فان ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخر اخراجها هذه
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172