الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣٥٢
(إني لأملق أحيانا فأتاجر مع الله بالصدقة فيربحني وأتسع) أي أنه يوجب الإنفاق، في حالي اليسر والإملاق، ويرى علاجا للفقر أن يتعامل مع الله بعطائه للفقراء. فهو في الوقت ذاته يشجع الناس على العمل.
والمجتمع الشيعي مجتمع العاملين لا يتسع للمتوسلين والإمام الصادق - من جراء ذلك - يؤثر عطاء الذين لا يسألون الناس على الذين يسألون.
ولو قام أهل الإسلام بواجب الإنفاق لما افتقر مسلم واحد.
فالعمل بكل أموال الأمة يجعل الحبة الواحدة مائة جنه ذلك تقدير العزيز الحكيم في تشريعه. والصدقة تربى أو على الأقل لا تنقص. يقول عليه الصلاة والسلام (ما نقصت صدقة من مال) بل يقول (إنما ترزقون بضعفائكم).
والعمل في الصناعة والتجارة مدرسة الدنيا. ووسيلة لعمارتها بالكسب الحلال. وأداء حق المال. وهو محل إكبار المسلمين أجمعين.
يتراءى في كثير من أسماء جلة الفقهاء (1). والصادق هو القائل: " الشاخص في طلب الحلال كالمجاهد في سبيل الله " والقائل " إني لأرى الرجل فيعجبني فأقول: أله حرفة؟ فإن قالوا (لا) سقط من عيني ".
ويقول الإمام الباقر (الصدقة لا تحل لمحترف ولا لذي مرة سوى).
فالمحترف غنى بحرفته. وذو القوة غنى باقتداره على العمل.
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: " ملعون من ألقى كله على الناس ".
سأل إبراهيم بن أدهم (162) تلميذه شقيق البلخي (195) وهما

(1) أطلقت الأوصاف من كثير من الحرف على عظماء الفقهاء الذين يحترفونها (الخصاف - القدوري - الكرابيس - القفال - الصابوني - الحلواني - النعالي - البقالي - الصفار - الجصاص التبان.. الخ) - وقد عمل أئمة أهل السنة الأربعة. وعمل الصحابة التابعون.
ومن علماء الشيعة نصر بن مزاحم (مؤلف كتاب صفين) وداود بن أبي يزيد. وداود بن سرحان: كانوا عطارين. وميثم التمار ببيع التمر. ومؤمن الطاق. وخالد بن سعيد ومحمد بن خالد وصبيح بن أبي الصباح كانوا صيارفة. والشيخ آدم. كان يبيع اللؤللؤ. ورفاعة بن موسى كان نحاسا. وابن حدير كان طحانا. وعبد الله بن ميمون كان قداحا (يبرى القداح).
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375