الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٩٦
أصلا. بل علم إقناعي يبلغ أن يكون: أحرى وأولى وأجدر لا غير، لكن استعمال الناس له وتقبلهم فيه واستدلالهم به والعمل في أمورهم عليه أكثر كثيرا جدا.. وليس في هذا الباب علم يقين واجب. وإنما وقع منه تعلق واستشهاد الشاهد على الغائب. لما في النفس من الظن والحسبان فان الأمور " ينبغي أن تجرى على نظام ومشابهة ومماثلة " فإنك تجد أكثر الناس يجرون أمورهم على هذا الحسبان والظن).
يقول جابر (.. و بالجملة فليس لأحد أن يدعى أنه ليس في الغائب إلا مثل ما شاهد... إنما ينبغي له أن يتوقف حتى يشهد البرهان بوجوده من عدمه..) فهو ينقد القياس من الناحية المنطقية أو الرياضية ليترك المجال مفتوحا للحقائق القاطعة التي تثبت بالتجارب.
وحسبك دليلا على دقة طريقة التدليل بآثار الأشياء، أن تجدها إحدى المسلمات في المعامل والجامعات، في القارات جميعا. منذ بدأ الأخذ بطريقة التجربة والاستخلاص حتى اليوم. وستبقى أبدا.
وعند ما توضع أقوال جابر (1) في القرن الثاني للهجرة إلى جوار أقوال " الحسن بن الهيثم " (354 - 430) بعد أكثر من قرنين. وقد عمل في خدمة الدولة الفاطمية، وهي دولة من دول الشيعة، وله 47 كتابا في الرياضيات و 58 كتابا في الهندسة، تتأكد لنا طريقة التجربة والاستخلاص

(1) يقول جابر " وكذلك ينبغي إذا ذهب الدهري (القائلون: إنما يخلقنا ويهلكنا الدهر - لا الله) يمنع أن يكون العالم مكونا مصنوعا، لأنه لم يشاهد، ولا واحد من الناس، بدء تكوينه، أن يقال له: ما ينكر أن يكون وجود الناس بعد وجود العالم بوقت طويل... وتذكر كون مدينة أو قصر ولا يذكر أحد من أهل بلده ابتداء بنائه؟ فسلم أن يثبت قدم ذلك بالعلة التي أثبت بها قدم العالم. وإذا قال: إنما علمت أن المدينة والقصر التي لم نشاهد، ولا من توفى، ابتداء بنائها، أنها مبنية من قبل، أنى رأيت مثلها بنى، ولم أر مثل العالم مبنيا (قبل له إن هذا يعينه ما نقول. وندفع كونه في طريق الاستدلال - فمن أين قلت إن كل عالم تشاهده، وليس له شبيه ولا مثيل، موجود. وأن كل ما لم تشاهده وليس له شبيه ولا مثيل فليس بموجود!
إذ قد بان تقصيرك وتقصير أمثالك عن مشاهدة جميع الموجودات فأمكن أن يكون أكثر الموجودات مما لم تشاهده ".
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375