الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٨٥
فنلاحظ أنه يبدأ بآثار الله التي يراها الناس في نور الإيمان، ويثبتها العقل والبصر. ثم يثنى بالرسل اللافتين أنظار الناس إلى آيات الله، وبالنصوص المحكمة التي جاءوا بها. وأخيرا يذكر ما يحصله العلم المحدود بما يراه العلماء من آثار ذلك.
لكن الزنديق يستمر: أليس هو قادرا أن يظهر لهم. فيعرفوه فيعبد على يقين؟ قال الصادق (ليس للمحال جواب). قال الزنديق: فمن أين أثبت أنبياء ورسلا؟ قال الصادق (إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عن جميع ما خلق. وكان ذلك الصانع حكيما. لم يجز أن يشاهده خلقه أو يلامسوه... ثبت أن له سفراء في خلقه وعباده يدلونهم على مصالحهم..) ومثلا مما يروى محمد بن سنان (حدثني المفضل بن عمر قال: كنت ذات يوم بين القبر والمنبر - قبر الرسول بالمدينة - وأنا أفكر فيما خص به الله تعالى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم... إذ جاء ابن أبي العوجاء فجلس بحيث أسمع كلامه... فخرجت من المجلس محزونا متفكرا فيما بلى به الإسلام وأهله من كفر هذه العصابة وتعطيلها. فدخلت على مولاي. عليه السلام. منكسرا فقال: مالك؟ فأخبرته. فقال: بكر على غدا.. فلما أصبحت غدوت فاستؤذن لي فجلست وقمت بين يديه فقال:
(إن الشكاك جهلوا الأسباب والمعاني في الخلقة. وقصرت أفهامهم عن تأمل الصواب والحكمة. فخرجوا بقصر علومهم إلى الجحود.. فهم في ضلالهم وتجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت أتقن بناء وفرشت بأحسن الفرش.. ووضع كل شئ من ذلك موضعه.. فجعلوا يترددون فيها يمينا وشمالا.. محجوبة أبصارهم عنها.. والإنسان كالمالك لهذا البيت..
ففي هذا دلالة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملاءمة، وأن الخالق له واحد..).
وهو هنا يدلل بما تلمسه الحواس على لزوم وجود مالا تلمسه. فهو يستعمل العقل والواقع معا.
ويروى ابن بابويه القمي (381) (كان ابن أبي العوجاء وابن المقفع يلاحظان الجمع الذي كان يطوف بالكعبة فقال ابن المقفع لأصحابه:
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 279 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375