الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٤٩
في إجماع المسلمين. فذلك درس لهم - من دروسه التي لا تكاد تحصى - ليعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا.
والذين يقولون - من أي فريق - إن عليا بايع " مرغما " يتأولون.
فعلى أعلى صوتا ومكانا من أن يرغم، أو لا يعلن رأيه، مواجهة. ولما بايع عمر لأبي بكر يوم السقيفة، كان يومئذ - كعلي يوم بايع - يرأب الصدع بين المهاجرين والأنصار، وهم بين أظهرهم ولما جعل عمر الخلافة شورى في الستة بعده، كان مسؤولا عن المسلمين، كما كان أبو بكر يوم استخلفه.
وعلي في طليعة المسؤولين، كمثله الأئمة بعده.
* * * والذين ينسبون إلى الشيعة ما صنعه أو فهمه الدهماء منهم من قدح في أبى بكر أو في عمر ظالمون. ومن الشيعة مفكرون يعلنون أن من تعود البعض من الشيعة أن يلعنوه في احتفالات مآتم عاشوراء - وقد ظهرت بعد موت الإمام جعفر الصادق بقرن في عهد دولة بنى بويه - هو عمر بن سعد قائد الجيش الذي قتل الحسين.
جاء في كتاب الأستاذ أحمد مغنية عن الإمام جعفر الصادق (وقد حورب المذهب الجعفري في عهد العثمانيين والأتراك.. كما أن المفرقين أنفسهم وجدوا في اتفاق الاسمين: عمر بن الخطاب وعمر بن سعد قاتل الحسين، ميدانا واسعا يتسابقون فيه في تشويه الحقائق.. يعرف الناس جميعهم أن الشيعة يعنون عناية تامة في المآتم الحسينية التي تقام أيام عاشوراء وغير عاشوراء من أيام السنة.. والحسين هو موضع تلك المآتم.. وكان طبيعيا أن يكون لعنة اللعنات عمر بن سعد. ومن من المسلمين وغير المسلمين لا يلعن عمر بن سعد قاتل ابن بنت رسول الله؟.. لا أنكر وجود أفراد - بالأمس - من سواد الشيعة وبسطائهم لا يفرقون بين هذين الاسمين بل لا يعرفون أن في دنيا التاريخ الإسلامي عمرين تقيا وشقيا... وساعد على بعد الشقة وتوسيع نطاق الفتنة شيوخ جهلة مرتزقة أئمة من كلتا الطائفتين السنية والشيعة...) وأيا كانت الجهالة أو العصبية فهي بلاء ابتليت به الأمة يتفجر بذاء وخصومات في المناسبات - وفيما كان يقع بين مذاهب أهل السنة مشابه
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375