الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٣٤
كان في هذا القول دلالة على الاحتياط العلمي، وعلى أن أحاديث صحاحا قد أغفت. وأنها أكثر مما تضمنه كتابه من الصحيح. ولعله بهذا يقصد، فيما يقصد، أحاديث " على " وأهل البيت فيما تركه من صحاح. فهو لم يرو أحاديث أهل البيت، في حين احتج بها الجميع (1) وورود الكثير منها في سائر الصحاح والمسانيد (2).

(١) والشافعي الذي يرى زين العابدين أعلم أهل المدينة، يقول في دفاعه العلمي المجيد عن حجية خبر الواحد في الرسالة - (وفي تثبيت خبر الواحد أحاديث يكفي بعض هذا منها... ولم يزل سبيل سلفنا والقرون بعدهم إلى من شاهدنا هذا السبيل.. ووجدنا على ابن حسين (يقصد زين العابدين) يقول: أخبرنا عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد أن النبي قال: (لا يرث المسلم الكافر) فثبتها سنة ويثبتها الناس بخبره سنة.
ووجدنا كذلك محمد بن علي بن حسين (يقصد الباقر) يخبر عن جابر عن النبي وعن عبد الله ابن أبي رافع عن أبي هريرة فيثبت كل ذلك سنة.
ووجدنا محمد بن جبير بن مطعم. ونافع بن جبير بن مطعم، ويزيد بن طلحة بن ركانة، ومحمد بن طلحة بن ركانة. ونافع بن هجير بن عبد يزيد، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، وحميد بن عبد الرحمن، وطلحة بن عبد الله به عوف، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وخارجة بن زيد بن ثابت. وعبد الرحمن بن كعب بن مالك. وعبد الله بن أبي قتادة. وسليمان ابن يسار. وعطاء بن يسار، وغيرهم من محدثي أهل المدينة، كلهم يقول حدثني فلان لرجل من أصحاب النبي عن لنبي أو من التابعين عن رجل من أصحاب النبي، فيثبت ذلك سنة.
وإنك لتلاحظ أن الشافعي يستند إلى رواية زين العابدين والباقر فيضع زين العابدين في مقام خاص به. هو الأول. ويضع ابنه الباقر في المقام التالي لأبيه. ثم يجئ بالأبناء العلماء، للصحابة العظماء، وراء هذين المقامين، ويجئ بهم مجموعين، ثم يجئ بفضلاء التابعين بعد هؤلاء جماعات.
(2) روى أحمد بن حنبل أحاديث أهل البيت في مسنده الأعظم. وروى كذلك مسلم بن الحجاج (261) وسليمان بن الأشعث السجستاني (أبو داود - 275) ومحمد بن عيسى الترمذي (279) ومحمد بن يزيد بن ماجة (279) والنسائي أحمد بن علي بن شعيب (303) بقية أصحاب الصحاح كما يسميها أهل السنة.
والنسائي من شهداء الوفاء لعلي: خرج من مصر إلى الشام فسألوه عن فضائل معاوية - إذ كان قد ألف في فضائل على - وقيل إنه أجاب: ألا ترضى رأسا برأس حتى تفضل؟
أو قال لا أعلم له فضيلة. فما زالوا يدفعونه في خصيته حتى أخرجوه من المسجد وقد أشرف على الموت فقال احملوني إلى مكة فحمل إليها حيث توفى.
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 229 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375