الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ١٦٠
إنما كان مالك يجد ريح الرسول في مجلس ابن بنته.. ويحس، أو يكاد يلمس، شيئا ماديا، يتسلسل من الجد لحفيده، وأشياء غير مادية تملك اللب والقلب: فالرؤية متعة والسماع نعمة. والجوار - مجرد الجوار - تأديب وتربيب.. وفي كل أولئك طرائق قاصدة إلى الجنة.
وصاحب المجلس طهر كله. لا يتحدث عن جده إلا على الطهارة.
يقول (الوضوء شطر الإيمان) ومن أجل ذلك لم يعد الوضوء عنده أو في مذهبه، مجرد وسيلة لغيره - أي للصلاة - بل أمسى مستحبا لذاته كالصلاة المستحبة. يتهيأ به المتوضئ لدخول المساجد، وقراءة القرآن، بل الزوجان ليلة زفافهما، والمسافر إلى أهله.. والقاضي ليجلس للقضاء، والإمام الذي يفتى أو يعلم.
وما هو بدع أن يشغف به مالك - وهو الأموي بهواه - فإنما هو حب الرسول وأهل بيته. فحبهم إيمان. وما كان تعبير مالك إلا حبا، وهو - بعد - التلميذ النجيب لفقهاء بنى تيم (قبيلة أبى بكر) سواء كانوا من مواليهم - كربيعة الرأي - أو من أنفسهم كمحمد بن المنكدر، أو أمهم منهم، كالإمام جعفر.
وأبو بكر الصديق يقف في قمة التاريخ العلمي لمصادر مالك باتباعه واجتهاده وأبنائه وبنى تيم..
تعلم مالك الكثير من السلوك على الإمام جعفر فكان إذا حدث لا يحدث إلا على الطهارة. ويحمى مجلسه ممن يخرجونه عن قصده. كما يكرم تلامذته.
بل صار إماما لليسر الذي تتمثل فيه خصائص المدينة. وأمسى عنوانا على العلم: فإذا خاصم السلطة خاصمها من أجل النزاهة العلمية فحسب. وفي منهجه الاحتفال الكامل بالواقع. وفي طريقته العمل للرزق، حتى لا يحتاج لأحد، مما يعبر عن اقتداء كامل بالإمام الصادق.
وكهيئة الإمام الصادق، لم يجار فقهاء العراق في قولهم أرأيت أرأيت.
أي افتراض الفروض واستباق الحوادث وإبداء الرأي فيما لم يحدث حتى سماهم خصومهم (الأرأيتيين).
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375