آداب عصر الغيبة - الشيخ حسين كوراني - ج ١ - الصفحة ١٦
* مع أبيه:
عاش الإمام المنتظر مع أبيه خمس سنوات كان الإمام العسكري شديد الحرص خلالها على أمرين:
الأول: أن يبقى خبر ولادته بعيدا عن مسامع الظلمة... الذين كانوا قد أحكموا طوق الرقابة على منزله... بحيث أن بعض أنصاره كان إذا أراد الذهاب إليه اضطر إلى اعتماد ساتر أمني فيتظاهر بأنه يبيع السمن... ليتمكن من دخول بيت الإمام...
الثاني: والأمر الثاني الذي كان الإمام العسكري حريصا عليه هو إخبار خواص شيعته وأقربهم إليه بولادة الإمام المنتظر، والنص على إمامته بمسمع منهم لكي يصل ذلك عبرهم إلى غيرهم من معاصريهم... ومن الأجيال اللاحقة... وهذا ما نجده بوضوح في نصوص كثيرة تجدها - على سبيل المثال في «كمال الدين وتمام النعمة» للصدوق، والغيبة للشيخ الطوسي أو الغيبة للنعماني.
بعد أبيه:
قام عليه السلام بأعباء الإمامة وهو ابن خمس سنوات «آتاه الله فيها الحكمة كما آتاها من قبل يحيى صبيا وجعله الله سبحانه إماما في هذا العمر كما جعل عيسى بن مريم في المهد نبيا» كما ذكر الشيخ المفيد رضوان الله عليه.
ولاشك في أن تحمل رضيع لأعباء النبوة «قال إني
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»