مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٩٣
وأجاب المصطفى دعوتهم، فجاء إلى حيث أخذوا مجالسهم بظهير الكعبة، وهو يرجو أن يكونوا قد تابوا إلى رشدهم، وكان حريصا على هداهم يعز عليه عنتهم وضلالهم.
قالوا: يا محمد، إنا قد بعثنا إليك لنكلمك، وإنا ولله ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك: لقد شتمت الآباء وعيبت الدين وشتمت الآلهة وسفهت الأحلام وفرقت الجماعة، فما بقي أمر قبيح إلا جئته فيما بيننا وبينك.
ومضوا في الحديث فعرضوا عليه ما سبق أن عرضه وافدهم إليه (عتبة بن ربيعة) من مال وسيادة وملك وطب.
ورد المصطفى:
(ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم. ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني ان أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم. فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم.) قالوا مقترحين، يريدون إعناته:
- يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضناه عليك، فإنك قد علمت أن ليس من الناس أحد أضيق بلدا ولا أقل ماء ولا أشد عيشا منا، فسل لنا ربك الذي بعثك بما بعثك به، فليسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا، وليبسط لنا بلادنا، وليفجر لنا فيها أنهارا
(٩٣)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست