مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣٠٦
بسذاجة الآلاف الثلاثة من المسلمين، يطمعون في منازلة الإمبراطور هرقل، في مائة ألف من جنده!
وآن الأوان لتطهير دار الاسلام من جيوب النفاق التي كانت تهدده في الصميم، بعد أن انتصر على المشركين من العرب والأعداء من يهود.
لقد كمن السم في أول الامر، وإن ظهرت بوادر منه في مثل إصرار (عبد الله بن أبي بن سلول) على أن يجير مواليه من يهود بني قينقاع، وانخذاله بمن معه من منافقي المدينة، عن جند المصطفى يوم أحد، ثم نشاطه الخبيث في فرية الإفك الذي تولى كبره.
وتتابعت البوادر مع ثقل أعباء الجهاد وتكاليفه، في غزوة الأحزاب وغزوة مؤتة، ويوم حنين، دون أن يملك أحد أن ينفي المنافقين عن الاسلام وهم يتظاهرون به ويشهدون بألسنتهم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، يحقنون بهذه الشهادة دماءهم ويعتصمون بها من أن يرجمهم مؤمن بلعنة الردة.
والنوايا لله، هو وحده الذي يعلم سرهم ونجواهم فليس للرسول إلا أن يكلهم إليه سبحانه، يحمي دينه منهم ويكشف المستور من كفرهم.
وقد جاءت (غزوة تبوك) فمزقت أقنعتهم، بعد أن توالت النذر منبهة إلى أن النفاق قد تمكن من مرضى القلوب حتى صار داء عياء لا
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست