مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣٠١
وباتت مكة يوم الفتح، وليس في حرمها رجل ولا امرأة، إلا مسلما أو مسلمة.
وأصبح الناس ذات يوم بعد الفتح، وقد خرجت قالة من منازل الأنصار، تعبر عن قلقهم، أن يبقى المصطفى في مكة، بعد أن رأوه يسخو في عطاء المكيين، تأليفا لقلوبهم وهم حديثو عهد بالاسلام.
قالوا: (لقد لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه).
وبلغت قالتهم سمع المصطفى، نقلها إليه (سعد بن عبادة) شاكيا له عليه الصلاة والسلام ما تجد الأنصار من قلق وضيق.
سأله المصطفى:
(فأين أنت من ذلك يا سعد؟) ورد نقيب الأنصار:
- يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي!
فلم يضق عليه الصلاة والسلام بصاحبه، بل طلب إليه أن يجمع له قومه من الأنصار، ثم خرج إليهم المصطفى فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه:
(يا معشر الأنصار، ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها علي في أنفسكم؟ ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله، وأعداء فألف بين قلوبكم؟).
أجابوا: بلى، الله ورسوله أمن وأفضل.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست