مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٦١
ولا نسيه تاريخ الاسلام الذي استوعب رسالة هذا الجندي الشهيد، وعرف مغزاها ودلالتها، ورصد موقعها من نفوس المؤمنين: تزيدهم ثباتا وقوة واستبسالا وإصرارا.
ومن نفوس أعدائهم: تهز ثقتهم في جدوى معركة خاسرة بلا ريب، يخوضونها مع أمثال هؤلاء الجنود المؤمنين الذين يرون الموت في سبيل عقيدتهم: شرفا وحياة.
روى (ابن هشام) في السيرة النبوية، أن رجلا دخل على (أبي بكر الصديق) رضي الله عنه، وقد ضم طفلة صغيرة إلى صدره وأقبل عليها يلاعبها ويقبلها. فسأل الرجل: (من هذه؟).
أجاب الصديق: (هذه بنت رجل خير مني: سعد بن الربيع. كان من النقباء يوم العقبة، وشهد بدرا، واستشهد يوم أحد).
وكل نفس ذائقة الموت، ولكن الصفوة من عباد الله المؤمنين هم الذين يستقبلون الموت في سبيل الله راضين مطمئنين:
(يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
(صدق الله العظيم)
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست