مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٢٤٩
عدوه، ولم يتهيب القتال خوفا من كثرة مسلحة مزهوة بعددها وعدتها، بل بادر جنود الاسلام إلى لقاء عدوهم بعد أن جمعوا له كل ما استطاعوا من قوة، ورحبوا بالجهاد لا يبالي أحدهم حين يقتل مسلما، كيف ولا أنى يقتل:
ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب كان في الله مصرعي سيق أسرى بدر إلى المدينة في أعقاب الفئة الظافرة، فتأملهم المصطفى مليا، ثم نحى منهم صهره (أبا العاص بن الربيع) وفرق الباقين بين أصحابه وقال:
(استوصوا بالأسارى خيرا).
وبقي أبو العاص عند المصطفى، وقلبه مشدود إلى مكة، حيث ترك هناك زوجه الحبيبة (زينب بنت محمد) مع صغيريهما (علي وأمامة)، ولم يكن الاسلام قد فرق بعد بين زوجة مؤمنة وزوج مشرك.
حتى جاءت رسل قريش في فداء أسراها.
وغالوا في الفداء، حتى إن امرأة لتسأل عن أغلى ما فدي به قرشي فيقال لها: أربعة آلاف درهم، فتبعث بمثلها في فداء ابنها.
وتقدم عمرو بن الربيع فقال للمصطفى:
- بعثتني (زينب بنت محمد) بهذا في فداء زوجها، أخي: أبي العاص بن الربيع.
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست