مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ١٥٩
لكنهم أغروا به سفهاءهم يسبونه ويصيحون به، حتى اجتمع عليه الناس وألجأوه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة، وهما فيه.
فجلس عليه الصلاة والسلام هناك ريثما ينصرف عنه الناس، وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف.
رفع المصطفى وجهه إلى السماء وقال في ضراعة وابتهال:
(اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين. أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟
إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك. لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك!).
فكأنما تحركت لضراعته رحم ابني ربيعة، فبعثا إليه بعض العنب مع غلام لهما نصراني يدعى (عداس).
ودهش عداس، حين سمع المصطفى يقول: باسم الله. قال:
والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد.
ولما حدثه المصطفى عن الاسلام، أكب عليه يقبل رأسه ويديه وقدميه.
لمحه سيداه، فانتظرا حتى عاد إليهما وسألاه:
- مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست