مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ١٥٨
ففي مكة قبل سواها، كان ينبغي أن تستقر الدعوة، بحكم التاريخ الديني العريق للبلد الحرام والبيت العتيق.
لكن عشر سنين من الصراع المرير بين الاسلام والوثنية القرشية، بلغت بالجولة المكية ذروة تعقدها وفرضت أن تأخذ الاحداث متجها آخر.
وبدأ المصطفى بالطائف، فخرج من مكة يلتمس النصرة من ثقيف والمنعة بهم من قومه، ويرجو أن يقبلوا منه دعوته التي تصدت لها قريش بالمقاومة والاضطهاد، بغيا وعنادا..
خرج وحده، فلما انتهى إلى الطائف اتجه إلى ثلاثة إخوة، أبناء عمرو بن عمير الثقفي، هم يومئذ سادة ثقيف. وكان أحدهم زوجا لقرشية من بني جمح. فجلس إليهم صلى الله عليه وسلم حيث وجدهم في بستان لهم ودعاهم إلى الاسلام والتمس نصرتهم.
فكان رد أولهم، أنه يمرط ثياب الكعبة - أي ينزعها ويرمي بها - إن كان الله قد أرسله!
ورد الثاني: أما وجد الله أحدا يرسله غيرك؟
وقال ثالثهم: والله لا أكلمك أبدا! لئن كنت رسولا من الله كما تقول، لأنت أعظم خطرا من أن أرد عليك الكلام. ولئن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك.
فقام صلى الله عليه وسلم من عندهم، وقد يئس من خير ثقيف.
وأقصى ما طمع فيه منهم، أن يستجيبوا لرجائه في أن يكتموا أمره معهم، كيلا تزداد قريش جرأة عليه.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست