البحث حول المهدي عجّل اللّه فرجه - السيد محمد باقر الصدر - ج ١ - الصفحة ١٥
ولجأ آخرون إلى إنكار ولادته (1) الميمونة بإغراء ذوي المطامع (2) أو الطموح السياسي والاجتماعي لتبني هذا الإنكار والإفادة منه، إلى غير ذلك من التعلقات الواهنة التي تسقط لدى عرضها على الحقائق الوفيرة، فضلا عن مقتضيات الأحاديث الصريحة الصحيحة.
وبالجملة فإن منهج المشككين لم يخرج عن مثل تلك المنطلقات والتوهمات أو المغالطات المنكرة، فضلا عن تعارضه مع الأصول المعتبرة الدينية والروائية.
ولعل من المناسب أن نورد ضمن هذا المنهج ما ذهب إليه بعض المعاصرين من أمثال إحسان إلهي ظهير (3) والبنداري (4) والسائح، ومن احتذى حذوهم، وقلدهم تقليدا أعمى من المنسوبين إلى الشيعة.
وملخص ما أثاروه واستندوا إليه أمور نذكرها كما وردت على ألسنتهم، ثم نناقش أسس مدعياتهم ومنهجهم، وذلك كما يأتي:
1 - قالوا: إن الشيعة وقعوا في حيرة واضطراب بعد وفاة الإمام العسكري، وخاصة فيما يتعلق بولادة الإمام المهدي (محمد بن الحسن)، لوجود الغموض فيما ورد عنه من طريق الأئمة (عليهم السلام) عندما سئلوا عنه.
2 - قالوا: إن الشيعة انقسموا وتفرقوا إلى أربع عشرة فرقة في مسألة الإمام

(١) راجع: دفاع عن الكافي: ١: ٥٦٩ فقد أورد المؤلف شهادات واعترافات وإثباتات وافية عن علماء أهل السنة من القرن الرابع الهجري إلى القرن الرابع عشر في إثبات ولادة الإمام المهدي واستمرار حياته ووجوده الشريف.
(2) راجع: الإرشاد / الشيخ المفيد: ص 345، وراجع أيضا سيرة الأئمة الاثني عشر / الحسني 2:
534 - 538 في قضية جعفر الكذاب.
(3) راجع الشيعة والتشيع - فرق وتاريخ: ص 261 و 301 / الطبعة الثانية 1384 ه‍ - باكستان.
(4) راجع التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي / الطبعة الثانية - دار عمار - الأردن.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»