الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٣٤٧
تتضمن قدحا فيه وهو اجل من ذلك وقد ذكرناه في كتابنا الكبير واجبنا عنها انتهى.
(أقول) ذكروا انه ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين ودعا له النبي صلى الله عليه وآله بالفقه والتأويل، وكان حبر هذه الأمة وترجمان القرآن، وكان عمر يقربه ويشاوره مع جملة الصحابة (1) كف بصره في أواخر عمره وتوفي بالطائف سنة 86 وله تفسير مطبوع واني ذكرت كثيرا مما يتعلق بأحواله في كتاب سفينة البحار، ولنكتف هنا بذكر خبر واحد رواه العلامة المجلسي عن كفاية الأثر عن عطاء قال:
دخلنا على عبد الله بن عباس وهو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها ونحن زهاه ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف وقد ضعف فسلمنا عليه وجلسنا فقال لي يا عطاء من القوم؟ قلت يا سيدي هم شيوخ هذا البلد منهم عبد الله بن سلمة بن حصرم الطائفي وعمارة بن أبي الأجلح وثابت بن مالك فما زلت أعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا إليه فقالوا يا ابن عم رسول الله انك رأيت رسول الله وسمعت منه ما سمعت فأخبرنا عن اختلاف هذه الأمة فقوم قدموا عليا على غيره وقوم جعلوه بعد الثلاثة قال فتنفس ابن عباس فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي مع الحق والحق معه وهو الامام والخليفة من بعدي فمن تمسك به فاز ونجا ومن تخلف عنه ضل وغوى، إلى أن قال ثم بكى بكاءا شديدا فقال له القوم أتبكي ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله مكانك؟ فقال لي يا عطاء انما أبكي لخصلتين هول المطلع وفراق الأحبة ثم تفرق القوم عنه فقال لي يا عطاء خذ بيدي واحملني إلى صحن الدار وأخذنا بيده انا وسعيد وحملناه إلى صحن الدار ثم رفع يديه إلى السماء وقال:

(١) روى الخطيب البغدادي عن عطاء قال: ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابن عباس أكثر علما وأعظم جفنة وان أصحاب القرآن عنده يسألونه وأصحاب النحو عنده يسألونه وأصحاب الشعر عنده يسألونه وأصحاب الفقه عنده يسألونه كلهم يصدرهم في واد واسع انتهى.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»