الباب الساس في تكثيره صلى الله عليه وسلم البيض روى أبو نعيم عن جابر رضي الله عنهما قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم غزو ذات الرقاع جاء له علبه زيد بثلاث بيضات أداحي، فقال: يا رسول الله، وجدت هذه البيضات في مفحص نعام، فقال: " دونك يا جابر، فاعمل هذه البيضات " فعملتهن ثم جئت بهن في قصعة، فجعلت أطلب خبزا فلا أجده، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون من ذلك البيض بغير خبز حتى انتهى إلى حاجته، والبيض في القصعة كما هو ثم قام فأكل منه عامة أصحابه ثم رحلنا مبردين قال ابن سعد: وكانوا أربعمائة ويقال: سبعمائة.
الباب السابع في تكثيره صلى الله عليه وسلم اللحم روى ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي وأبو نعيم من طرق عن علي وابن مردويه وأبو نعيم عن البراء رضي الله عنهما أن الله تعالى لما أنزل (وأنذر عشيرتك الأقربين) (سورة الشعراء 26) جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا يأكلون المسنة ويشربون العس فأمر عليا أن يصنع لهم طعاما وأن يجعل عليه رجل شاة فصنعها ثم قربها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ منها بضعة فأكل منها ثم تتبع بها جوانب القصعة ثم قال:
" ادنوا باسم الله " فدنا القوم فأكلوا عشرة عشرة، فأكلوا حتى صدروا ما نرى إلا أثر أصابعهم، والله إن كان الرجل ليأكل مثل ما قدم لجميعهم، ثم قال: " يا علي، اسق القوم " فجاءهم بذلك العس فشرب منه ثم ناولهم، وقال: " اشربوا باسم الله " فشربوا حتى رووا عن آخرهم، وأيم الله، إن كان الرجل منهم ليشرب مثله فذكر الحديث (1).
قصة أخرى.
روى الحسن بن سفيان والنسائي في الكنى والطبراني والبيهقي عن خالد بن عبد العزى بن سلامة أن النبي صلى الله عليه وسلم أجزره شاة وكان عيال خالد كثيرا يذبح الشاة فلا يبد عياله عظما عظما وإن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها ثم قال: " أرني دلوك يا أبا حباش " فوضع فيه فضلة الشاة، ثم قال: " اللهم بارك لأبي حباش " فانقلب به، فنثره لهم، وقال: " تواسوا فيه فأكل منه عياله وأفضلوا (2).