رأس الحسين (ع) - ابن تيمية - الصفحة ١٩٣
رهبة. فإذا بقي عقاربه وأصدقاؤه على المذهب الأول لم ينكر ذلك، بل يحبهم ويودهم في الباطن. لأن المذهب كالوطن، والنفس تحن إلى الوطن، إذا لم تعتقد أن المقام به محرم.
* فلهذا يوجد كثير ممن أظهر الإسلام من أهل الكتاب لا يفرق بين المسلمين وأهل الكتاب.
* ثم منهم من يميل إلى المسلمين أكثر، ومنهم من يميل إلى ما كان عليه أكثر. ومنهم من يميل إلى أولئك من جهة الطبع والعادة، أو من جهة الجنس والقرابة والبلد، والمعاونة على المقاصد. ونحو ذلك.
* وهذا كما أن الفلاسفة ومن سلك سبيلهم من القرامطة (1) والاتحادية (2) ونحوهم، يجوز عندهم أن يتدين الرجل بدين المسلمين واليهود والنصارى.
ومعلوم أن هذا كله كفر باتفاق المسلمين.
* فمن لم يقر باطنا وظاهرا بأن الله لا يقبل دين سوى الإسلام (3)،

(1) والقرامطة اسم شهرة للإسماعيلية وسموا بالباطنية، لأنهم قالوا أن لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا، ولهم أتعاب كثيرة سوى هذه على لسان قوم قوم:
فبالعراق يسمون الباطنية والقرامطة والمزدكية، وبخراسان يسمون التعليمية والملحدة، وهم يقولون نحن الإسماعيلية لأنا تميزنا عن فرق الشيعة بهذا الاسم.
راجع الملل والنحل للشهرستاني (1 / 192) ط. الحلبي والباطنية درجات في دعوتهم. راجع الفرق بين الفرق للبغدادي ص 301.
(2) الاتحادية: وهي فرقة هالكة خرجت على السنة والجماعة فحوى دعوتها الزندقية أن المخلوق اتحد بالخالق فأصبح الاثنان ذاتا واحدة فالخالق عندهم والمخلوق سواء، كذلك القائلين بالحلول مثل محيي الدين بن عربي صاحب الفتوحات المكية الذي قال أن الله روحه حلت في كل الموجودات وكلا الحلوليين والاتحاديين زنادقة كفرة لتأويلاتهم وشطحاتهم وقد كفرهم ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي وعلماء السلف الغيورين على عقيدة التوحيد.
راجع في الحلولية التبصير (ص 77) والفرق بين الفرق (ص 259) (3) لقوله تعالى في صريح النص القرآني: - (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران (3 / 19) كذلك لقوله: - (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) آل عمران (3 / 85) راجع تفسير الطبري. (6 / 575)
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست