كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ٢ - الصفحة ٣٧
أشدها على درعي، فجاءه بلال بهذه الأشياء فوقف البغلة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي قم فاقبض، قال: فقمت وقام العباس فجلس في مكاني وقبضت ذلك قال: فانطلق به إلى منزلك فانطلقت به ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله قائما فنظر إلي ثم عمد إلى خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي فقال:
هاك يا علي هذا لك في الدنيا والآخرة والبيت غاص من بنى هاشم والمسلمين.
فقال: يا بنى هاشم، يا معشر المسلمين لا تخالفوا عليا فتضلوا ولا تحسدوه فتكفروا ومن تمامه من حديث آخر في معناه.
فقال: يا بلال ائتني بولدي الحسن والحسين فانطلق فجاءه بهما، فأسندهما إلى صدره فجعل يشمهما قال علي عليه السلام: فظننت أنهما قد غماه أي أكرباه فذهبت لأؤخرهما عنه، فقال: دعهما يا علي يشماني وأشمهما، ويتزودا منى وأتزود منها، فسيلقيان من بعدي زلزالا وأمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين.
وقيل: سمع عامر بن عبد الله بن الزبير وكان من عقلا قريش ابنا له ينتقص عليا، فقال: يا بنى لا تنتقص عليا فان الدين لم يبن شيئا فاستطاعت الدنيا أن تهدمه، وان الدنيا لم تبن شيئا إلا وهدمه الدين، يا بنى إن بنى أمية لهجوا بسبب علي بن أبي طالب في مجالسهم، ولعنوه على منابرهم، فكأنما يأخذون - والله - بضبعه إلى السماء مدا وانهم لهجوا بتقريظ ذويهم وأوائلهم فكأنما يكشفون عن أنتن من بطون الجيف فأنهاك عن سبه.
- يقال: التقريظ بالظاء والضاد: المدح بحق أو باطل، واللهج بالشئ الولوغ به، ولهج بالكسر بالشئ يلهج لهجا، إذا أغرى فثابر عليه -.
وسأل معاوية خالد بن معمر: على ما أحببت عليا؟ قال: على ثلاث خصال، على حلمه إذا غضب، وعلى صدقه إذا قال: وعلى عدله إذا ولى.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر مناقب شتى وأحاديث متفرقة 2
2 في شهادة أمير المؤمنين عليه السلام 55
3 في ذكر أولاده الذكور والإناث 67
4 إجازة الفضل بن يحيى الطيبي 72
5 في فضائل فاطمة عليها السلام 75
6 خطبة فاطمة (ع) 109
7 قصة فدك 117
8 ذكر حالها بعد أبيها 120
9 في وفاة فاطمة (ع) 125
10 فصل في مناقب خديجة (ع) 129
11 ذكر الامام الثاني أبي محمد الحسن عليه السلام 136
12 في ولادة الامام أبى محمد الحسن عليه السلام 137
13 في نسبه عليه السلام 140
14 في تسميته وكنيته وألقابه 141
15 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في حقه 142
16 في ذكر إمامته وبيعته 153
17 في علمه 165
18 فيمن روى من أولاد الحسن (ع) 175
19 في عبادته 178
20 في كرمه وجوده وصلاته 180
21 تنبيه من غفلة وإيقاظ من غفوة 184
22 زيادة وفائدة 186
23 في كلامه ومواعظه (ع) 192
24 في ذكر أولاده 198
25 في عمره 205
26 في وفاته 206
27 ذكر الامام الثالث أبي عبد الله الحسين عليه السلام 212
28 في ولادته 212
29 في نسبه 213
30 في تسميته 213
31 في كنيته 213
32 في إمامته 214
33 ما ورد في حقه 217
34 في علمه وشجاعته وشرف نفسه 224
35 في كرمه وجوده 232
36 في ذكر شئ من كلامه 236
37 في شعره 244
38 في أولاده عليهم السلام 248
39 في عمره 250
40 في مخرجه إلى العراق 252
41 في مصرعه ومقتله 256
42 ما وقع بعد قتله (ع) 275
43 ذكر الامام الرابع أبي الحسن علي بن الحسين (ع) 285
44 ذكر تاريخ الامام زين العابدين 287
45 في فضائل الامام زين العابدين 289
46 في أولاد الامام زين العابدين 301
47 قصيدة الفرزدق 304
48 ذكر الامام الخامس أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن علي عليهم السلام 328
49 في فضائل الامام أبي جعفر محمد الباقر (ع) 329
50 ذكر الامام السادس جعفر الصادق بن محمد بن علي ابن الحسين (ع) 367
51 في فضائل الامام أبي عبد الله الصادق (ع) 369
52 ما حفظ عنه (ع) 392
53 في معجزات الامام أبي عبد الله الصادق (ع) 393
54 في مواعظه (ع) 425
55 في مدحه (ع) 429