الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٧٧
وخيرته التي انتجب لنا أهل البيت، فكافحتم إليهم (1)، ينهاكم فتنتهون، ويأمركم فتأتمرون حتى دارت لكم بنا رحى الاسلام (2)، ودر حلب الاسلام (3)، وسكنت ثغرة الشرك (4)، وهدأت دعوة الهرج (5)، واستوسق نظام الدين (6)، فحرتم بعد البيان (7)، وخمتم بعد البرهان (8)، ونكصتم (9) بعد ثبوت الاقدام، اتباعا لقوم نكثوا أيمانهم * (أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين) * (10).
ألا وقد والله أراكم قد أخلدتم إلى الخفض (11)، وركنتم إلى الدعة (12)، وعجتم عن الدين (13) * (فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد) * (14).
ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة بالخذلة التي خامرتكم (15)، والفتنة التي

(١) الكفاح: استقبال العدو في الحرب بلا ترس ولا جنة، ويقال: فلان يكافح الأمور أي يباشرها بنفسه.
(٢) دوران الرحى كناية عن انتظام أمرها. والباء في " بنا " للسببية.
(٣) در اللبن: جريانه وكثرته. والحلب بالفتح: استخراج ما في الضرع من اللبن، وبالتحريك:
اللبن المحلوب، والثاني أظهر للزوم ارتكاب تجوز في الإسناد أو في المسند إليه على الأول.
(٤) الثغرة: هي نقرة النحر بين الترقوتين. و " سكنت ثغرة الشرك " كناية عن محقه وسقوطه كالحيوان الساقط على الأرض.
(٥) هدأت: سكنت. والهرج: الفتنة والاختلاط.
(٦) استوسق: اجتمع وانضم، من الوسق بالفتح وهو ضم الشئ إلي الشئ، واتساق الشئ:
انتظامه.
(٧) حرتم إما بالحاء المهملة المضمومة من الحور بمعنى الرجوع أو النقصان. وإما بكسرها من الحيرة.
(٨) خم اللحم يخم بالكسر: أنتن أو تغيرت رائحته.
(٩) النكوص: الرجوع إلى الخلف.
(١٠) التوبة: ١٣.
(11) الرؤية هنا بمعنى العلم أو النظر بالعين. وأخلد إليه: ركن ومال. والخفض بالفتح: سعة العيش.
(12) الدعة: الراحة والسكون.
(13) قال الجوهري: عجت بالمكان اعوج أي أقمت به. وعجت غيري، يتعدى ولا يتعدى.
وعجت البعير: عطفت رأسه بالزمام. والعايج: الواقف. وذكر ابن الأعرابي: فلان ما يعوج عن شئ أي ما يرجع عنه.
(14) إبراهيم: 8.
(15) الخذلة: ترك النصر. وخامرتكم: أي خالطتكم.
(٤٧٧)
مفاتيح البحث: الحرب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 ... » »»