الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٤٧٥
يقول: " نحن معاشر الأنبياء لا نورث " والرائد لا يكذب أهله، وكفى بالله شهيدا.
ثم إنها صلوات الله عليها نهضت فعطفت على قبر أبيها صلى الله عليهما وطافت به، وتمثلت بشعر هند ابنة إبانة، وقد يقال إنها القائلة له:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب (1) إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * فاختل لأهلك واحضرهم فقد نكبوا (2) تجهمتنا رجال واستخف بنا * أهل النفاق ونحن اليوم نغتصب (3) أبدت رجال لنا نجوى صدورهم * لما مضيت وحالت دونك الترب (4) فكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغبت عنا فكل الخير محتجب فقد رزينا بما لم يرزه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب (5) فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بتهمال لها سكب ووصلت ذلك بأن قالت:
قد كنت ذات حمية ما عشت لي * أمشي البراح وأنت كنت جناحي فاليوم أخضع للذليل وأتقي * منه وادفع ظالمي بالزاح وإذا بكت قمرية شجنا لها ليلا * على غصن بكيت صباحي ثم انحرفت إلى مجلس الأنصار وقالت: معاشر البقية وأعضاد الملة (6) وحضنة

(1) الهنبثة: واحدة الهنابث، وهي الأمور الشداد المختلفة. والهنبثة: الاختلاط في القول.
والخطب بالفتح: الأمر الذي تقع فيه المخاطبة، والشأن والحال.
(2) الوابل: المطر الشديد. ونكب فلان عن الطريق: أي عدل ومال.
(3) التجهم: الاستقبال بالوجه الكريه.
(4) بدا الأمر بدوا: ظهر، وأبداه: أظهره. والنجوى: الاسم من نجوته إذا ساررته، ونجوى صدورهم: ما أضمروه في نفوسهم من العدواة ولم يتمكنوا من إظهاره في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم).
وحال الشئ بيني وبينك: أي منعني من الوصول إليك.
(5) الرزء بالضم مهموزا: المصيبة بفقد الأعزة.
(6) الأعضاد: جمع عضد بالفتح: الأعوان، يقال: عضدته كنصرته لفظا ومعنى.
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»