الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٣٨٦
موقر يبتغي الزيادة ولا يشكر، يحكم على غيره لنفسه، ولا يحكم عليها لغيره، فهو يطاع ويعصي، ويستوفي ولا يوفي (1).
وقال (عليه السلام): مثل الدنيا كمثل الحية لين لمسها وفي جوفها السم الناقع، يهوى إليها الصبي الجاهل ويحذرها ذو اللب الحاذر (2).
وقال عبد الرحمن السلمي: كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ أتاه سلمان الفارسي (رضي الله عنه) فقال: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟
قال: أصبحت ولي ثمانية مطالبين.
قال: من هم؟
قال: الله عز وجل يطالبني بفرائضه، ورسوله (صلى الله عليه وآله) يطالبني بسنته، والملكان يطالباني بلفظي، ونفسي تطالبني باللذة، والشيطان بالهوى، وعيالي بالقوت، وملك الموت يطالبني بنفسي (3).
وقال (عليه السلام): يجب للمسلم على المسلم سبع خصال: يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها، ويواسيه بماله.
وقال (عليه السلام): قصم ظهري اثنان: عالم فاسق وجاهل ناسك، هذا يدعو الناس إلى فسقه بعلمه، وهذا يدعو الناس إلى جهله بنسكه.
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: قام رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فسأله عن الإيمان، فقام (عليه السلام) خطيبا فقال: الحمد لله الذي شرع الاسلام فسهل شرائعه لمن ورده، وأعز أركانه على من حاربه، وجعله عزا لمن والاه، وسلما لمن دخله، وهدى لمن ائتم به، وزينة لمن تحلى به، وعصمة لمن اعتصم به، وحبلا لمن تمسك به، وبرهانا لمن تكلم به، ونورا لمن استضاء به، وشاهدا لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج به، وعلما لمن وعاه، وحديثا لمن رواه، وحكما لمن قضى به، وحلما لمن

(1) نهج البلاغة: ص 497 حكمة 150.
(2) نهج البلاغة: ص 489 الحكمة 119.
(3) نهج البلاغة: 489 الخطبة 117.
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»