الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٢٤
ألا إنما الاسلام لولا حسامه * كعفطة عنز أو فلامة حافر (1) ألا إنما التوحيد لولا علومه * كعرضة ضليل أو كنهبة كافر (2) ألا إنما الأقدار طوع يمينه * فبورك من وتر مطاع وقادر (3) فلو ركض الصم الجلامد واطئا * لفجرها بالمترعات الزواخر (4)

1 إنما للحصر لأنه مركب من أن التي للاثبات ومن ما التي للنفي فالحصر حاصل من إثبات ذلك الشئ ونفي ما عداه والعفطة من العنز الحمقة والشاة ما ينتثر من أنفها كفعل الجمار ويقال ما له عافطة ولا نافطة أي لا بعير ولا شاة ويجوز أنه لراد بالعاطفة هنا ما ينثر بأنفها ويكون مجازا، والمعنى أنه لولا جهاده عن الاسلام لكان حقيرا كما أن العفطة وقلامة الحافر حقيران.
2 الضليل كثير الضلال أي لكان التوحيد معرضا لأهل الضلال، والنهبة ما أنهب أي لكان منتهبا بأيدي الكفار.
3 الأقدار جمع قدر وهو قضاء الله تعالى واليمين القوة والوتر بالفتح والكسر الفرد والمعنى أن عليا عليه السلام فيه من القوة النفسية ما يتمكن معها من دفع القدر بمشيئة الله تعالى وجعله وترا لأنه لا يماثله أحد من الناس والوتر أيضا من أسماء الله تعالى وقوله بورك أي زاده الله بركة والبركة الزيادة والنماء، وقوله مطاع أي تطيعه الأقدار وقد بين الطاعة والقدرة في البيت الثاني.
4 المترعات الممتلئات. والزواخر المرتفعات، والموصوف محذوف أي بالأودية والأنهار المترعات يعني لو ضرب الأرض برجله في حال وطئه وهي من الصخر الجلمود لفجرها بالماء وهذا وما بعده من القدرة والطاعة.
(١٢٤)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، الضلال (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست