المصابيح في إثبات الإمامة - حميد الدين الكرماني - الصفحة ٩٩
وذرية، وإذا كانت له ذرية وعقب، فعقبه بالإمامة أولى من أعمامه، إذ الإمامة بعد إسماعيل لولده وعقبه من دون غيره.
البرهان الرابع: لما كانت الإمامة لجعفر، وكانت محفوظة في عقبه، وكان له أولاد أربعة: إسماعيل، وعبد الله، ومحمد، وموسى، فلم يستحقها عبد الله لكونه عقيما منقطع النسل، ومصير ذلك من أكبر الشهادة في بطلان إمامته وعلى عدم النص فيه، ولا محمد استحقها لاستعماله ما استعمل مما نافى قول رسول الله (ص) وخالف أمره من خروجه على من آمنه وآواه وخيانته إياه، وتجريده السيف في الحرم المحرم فيه، وادعاءه فيه الإمامة، وانعكاس أمره، وخيبة دعوته مع قول النبي (ص): " إن الامام لا ترد رايته ودعوته إذا دعاها بالحرمين " وتكذيبه نفسه، ومصير ذلك كله من أكبر الشهادات ببطلان وعدم النص فيه.
ولا موسى استحقها لما عدم فيه وفي عقبه شرائطها التي هي وجود النص بوجود المنصوص عليه والدعوة القائمة إلى توحيد الله تعالى، والعلم بتأويل كتاب الله وشريعة الرسول (ص)، بانتهاء الامر بسن يعتقد إمامته إلى من لا وجود له من نسله من نحو مائتي سنة مع حاجة (1) الأمة إليه لو كان إماما، وعدم الخوف الذي هو الشرط في استتار من يكون إماما فيقال إنه خائف، وانغماد السيف المسلول كان في إهراق دم آل محمد (ص) وشيعتهم من جهة بني أمية، والطلقاء من آل عباس، فيقال إنه لأجله هارب.
ثم بعدم دعوة قائمة له يدعو إلى الله بإمامته مع افتراضها ولزوم (2) إقامتها من حيث لو كان إماما ولو بالستر، إذ لا يكون نبيا

(1) في (ش) حاجته.
(2) في (ش) لزومه.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست