كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٦
حبس يومئذ ابن عم لعمر بن الخطاب يقال له عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي، وأمه يقال لها العجماء (1) بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الخزاعية (2).
قال: وحبس أيضا مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.
قال: فمشى رجال من بني عدي إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب فقالوا: يا أبا عبد الرحمن! إن صاحبنا عبد الله بن مطيع قد حبس مظلوما لا ذنب له، والله لتخرجنه أو لتموتن (3) من دونه. فقال لهم ابن عمر: لا تعجلوا بالفتنة ولا تسارعوا إليها، فكم من رجل قد أفسدت الفتنة عليه دينه ودنياه. قال: ثم أرسل ابن عمر إلى مروان بن الحكم فدعاه إليه، وقال: يا معشر بني أمية! استعينوا بالله وبالحق على إقامة دينكم ودنياكم، ولا تظلموا فإن الظلم مرتعه وخيم، ولا تأخذوا بالظنة والتهمة، فإنكم إن استقمتم أعانكم الله وإن ظلمتم وكلكم الله إلى أنفسكم، فكفوا عن صاحبنا هذا عبد الله بن مطيع وخلوا سبيله فإنا لا نعلم أن لكم عليه سبيل ولا حق تحبسونه به، فإن زعمتم أنكم ما حبستموه إلا لحق فافعوا ذلك، وإن كنتم إنما حبستموه على الظن فإنا لا ندع صاحبنا يحبس مظلوما. فقال مروان: إنما نحن حبسناه بأمر أمير المؤمنين يزيد وعليكم (4) أن تكتبوا في ذلك إلى أمير المؤمنين ونكتب نحن أيضا فإنه لا يكون إلا ما تحبون. قال: فوثب أبو جهم بن حذيفة (5) العدوي فقال: نكتب وتكتبون وابن العجماء محبوس؟ لا والله لا يكون ذلك أبدا.
ثم وثب بنو (6) عدي فجعلوا يحضرون حتى صاروا إلى باب السجن، فاقتحموا على عبد الله بن مطيع فأخرجوه وأخرجوا كل من كان في السجن ولم يتعرض إليهم أحد. فاغتم لذلك الوليد بن عتبة وأراد أن يكتب بذلك إلى يزيد، فلبث ولم يكتب.
قال: وأصبح الحسين من الغد خرج من منزله ليستمع الأخبار، فإذا هو

(1) من الترجمة الفارسية، وبالأصل " العمقاء ".
(2) في نسب قريش: أم هشام واسمها أميمة بنت أبي الخيار بن أبي عمر بن عامر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث.
(3) بالأصل: لتموتن.
(4) بالأصل " ولا عليلم " خطأ.
(5) بالأصل " خليفة " خطأ وما أثبتناه عن الإصابة.
(6) بالأصل " بني " تصحيف.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169