والبداهة هنالك وقلت في الحال في مقام الارتحال وكتبت بقلم الارتجال على قرطاس الاستعجال:
سرى طيفه وهنا ولي فيه مطمع * وبرق الأماني في دجى الهجر يلمع ويأبى حقين الهجر عذرة طيفه * فلم أدر من مهوى الهوى كيف اصنع لقد يحمد القوم السرى في صباحهم * زمان تلاق عنده الشمل يجمع وها انا أسري في ظلامي وانني * أذم صباحي والخلائق هجع أقول لصبري أنت ذخري لدى النوى * وذخر الفتى حقا شفيع مشفع ولكن ماء العين ناري وانما * هواء من تربة الطيف أنفع رأيت معيدي الخيال فقال من * جهينة اخبار المعيدي تسمع دعوت إلى جيش الهوى جندب الهوى * فولى وطرف العين في النوم يرتع وقال لنفسي لا تموتي صبابة * لعل زمانا قد مضى لك يرجع ولم يبق مني غير ما قلت منشدا * حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا اجلك يا يعقوب عن كنه مدحتي * لأنك عن مدحي أجل وارفع قال ثم شرفني بقصيدة أولها أ لا أبلغ إلى سلمى السلاما فأجبت وقلت بعد الجواب علاوة للتصديع والابرام. على طريق أداء شكر المنعم اللائق بأحوال الخدم:
يا صاحبي كسدت أسواق أشواقي * والتفت الساق يوم الهجر بالساق يا ليت شعري هل سعد يساعدني * أم أهل لداء الهوى في الناس من راق أم هل سبيل إلى سلوان مكتئب * أم هل طريق إلى ايناس مشتاق يا نجل إسحاق يا من ثوب سؤدده * قد جل في الدهر عن وهي وإسحاق فما تمهلت في يومي وغى وندى * الا قضيت بآجال وارزاق وكل ذكر وان طال الزمان به * فان ذكرك في نادي الندى باق قال المؤلف: وأنت ترى ان ما مر من شر المترجم كله لا يجري في حلبة الشعر وعذرنا في ايراده ما مر:
الكلام على شرحه لنهج البلاغة عن الرياض انه أول من شرح النهج اه وقيل إنه أول من شرحه بعد عصر الرضي واما أول الشروح الذي لم يسبقه شرح فهو شرح علي بن ناصر المعاصر للرضي الآتي. قال المترجم في أول شرحه على النهج كما في مستدركات الوسائل: لم يشرح قبلي من كان في الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع منها ان من كان متبحرا في علم الأصول كان قاصرا في اللغة والامثال ومن كان كاملا فيهما كان غافلا عن أصول الطب والحكمة وعلوم الأخلاق ومن كان كاملا في جميع هذه العلوم والآداب كان قاصرا في التواريخ وأيام العرب ومن كان كاملا في جميع ذلك كان غير معتقد لنسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين ع ومن حصلت لديه هذه الأسباب لم يعثر بذخائر كنز التوفيق فان التوفيق كنز من كنز الله يختص به من يشاء من عباده وانا المتقدم في شرح هذا الكتاب إلى أن قال:
ومن قبل التمس مني الامام السعيد جمال المحققين أبو القاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه الله ان أشرح كتاب نهج البلاغة وأصرح أمد الالتباس عن شرحه صرحا فصدني الزمان عن اتمامه صدا وبنى بيني وبين مقصودي سدا وانتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجة بحر الحياة إلى الساحل وطوى من العمر جميع المراحل وودع أفراش المقام في ردا الدنيا مع الرواحل وكل انسان وان طال عمره فان وكان ذلك الامام قارعا باب العفاف قانعا عن دنياه بالكفاف رحمة الله عليه. إلى أن قال: وخدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الاجل السيد العالم عماد الدولة والدين جلال الاسلام والمسلمين ملك النقباء في العالمين أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني فإنه جمع في الشرف بين النسب والحسب وفي المجد بين الموروث والمكتسب إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم وامامهم وإذا ذكرت الأئمة والعلماء فهو سيدهم وهمامهم وإذا أشير إلى أصحاب المناصب فهو صدرهم وإذا عد أرباب المراتب فهو فخرهم فأبقاه الله تعالى للسادات والعلماء ما صار الهلال بدرا انتهى.
ويناسب هنا ذكر ما وصل إلينا من شروح هذا الكتاب مرتبة بحسب اعصار مؤلفيها:
1 شرح العلامة علي بن الناصر المعاصر للرضي اسمه اعلام نهج البلاغة وشرح اخر له يسمى المعارج.
2 شرح الشيخ أبي الحسن البيهقي المتقدم ذكره المتوفى سنة 565.
3 شرح قطب الدين الراوندي سعيد بن هبة الله المتوفى في 573 المسمى منهاج البراعة.
4 شرح قطب الدين الكيدري فرع منه سنة 576.
5 شرح الشيخ الامام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماهابادي شيخ الشيخ منتجب الدين توفي 585 6 شرح القاضي عبد الجبار المردد بين ثلاثة مقاربين لعصر الشيخ الطوسي وهم عبد الجبار بن علي الطوسي وعبد الجبار بن منصور وعبد الجبار بن فضل الله بن علي بن عبد الجبار وذكر في أحوال عبد الرحمن العتائقي انه اختار شرحه لنهج البلاغة من عدة شروح أحدها للقاضي عبد الجبار الامامي 7 شرح الامام فخر الدين الرازي محمد بن عمر المتوفي سنة 606 لم يتم. ذكره جمال الدين القفطي في تاريخ الحكماء.
8 شرح عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد المعتزلي المدائني المتوفى ببغداد سنة 656 طبع مرتين بإيران ومرة بمصر 9 شرح السيد علي بن طاوس المتوفى 664 10 شرح الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى 679 مطبوع بإيران. 10 شرحه المتوسط 12 الصغير واحدهما يسمى مصباح السالكين في شرح النهج اقتصر فيه على بيان بعض لغاته وكتبت النسخة التي وجدت منه في المشهد المقدس المنصوري سلام الله على ساكنه 701 وقوبلت سنة 703 وكتب عليها السيد احمد ابن السيد كاظم الرشتي انه للامام يحيى بن حمزة العلوي صاحب كتاب الطراز ويحيى هذا توفي سنة 749 وفي بعض المواضع منه ذكر إشارة أمير المؤمنين ع في كلامه إلى أن الأئمة من ولده أحد عشر الدال على أن مؤلفه اثنا عشري وإن كان ما تقدم يعطي انه من الزيدية.
13 شرح لبعض علماء أهل السنة اسمه النفائس كتابته سنة 759 موجود في الخزانة الرضوية 14 شرح ابن العتائقي الحلي عبد الرحمن بن محمد جمعه من أربعة شروح شرح القاضي عبد الجبار وشرح ابن ميثم وشرح الكندري وشرح ابن أبي الحديد في أربع مجلدات في الخزانة الغروية