الصبح بوضوء العشاء خمسين سنة وقال ابن الأثير في حوادث سنة 91 حج بالناس في هذه السنة الوليد بن عبد الملك فلما دخل المدينة غدا إلى المسجد ينظر إلى بنائه وأخرج الناس منه ولم يبق غير سعيد بن المسيب لم يجرؤ أحد من الحرس أن يخرجه فقيل له لو قمت قال لا أقوم حتى يأتي الوقت الذي أقوم فيه فقيل لو سلمت على أمير المؤمنين قال لا والله لا أقوم إليه قال عمر بن عبد العزيز فجعلت أعدل بالوليد في ناحية المسجد لئلا يراه فالتفت الوليد إلى القبلة فقال من ذلك الشيخ أهو سعيد قال عمر نعم ومن حاله كذا وكذا فلو علم بمكانك لقام فسلم عليك وهو ضعيف البصر قال الوليد قد علمت حاله ونحن نأتيه فدار في المسجد حتى أتاه فقال كيف أنت أيها الشيخ فوالله ما تحرك سعيد بل قال بخير والحمد لله فكيف أمير المؤمنين وكيف حاله فانصرف وهو يقول لعمري هذا بقية الناس وفي تهذيب التهذيب وشذرات الذهب عن أحمد العجلي كان سعيد لا يأخذ العطاء كانت له بضاعة يتجر بها في الزيت وفي شرح النهج الحديدي ج 3 ص 255: روى عثمان بن سعيد عن مطلب بن زياد عن أبي بكر بن عبد الله الأصبهاني قال كان دعي لبني أمية يقال له خالد بن عبد الله لا يزال يشتم عليا ع فلما كان يوم جمعة وهو يخطب الناس قال والله ان كان رسول الله استعمله يعني عليا وانه ليعلم ما هو ولكنه كان ختنه وقد نعس سعيد بن المسيب ففتح عينيه ثم قال ويحكم ما قال هذا الخبيث رأيت القبر انصدع ورسول الله ص يقول كذبت يا عدو الله وقال ابن الأثير ج 3 ص 251 قال عبد الملك بن مروان لسعيد بن المسيب يا أبا محمد صرت أعمل الخير فلا أسر به وأصنع الشر فلا أساء به فقال الآن تكامل فيك موت القلب.
ما جاء في ذمه قال ابن أبي الحديد في شرح النهج كان سعيد بن المسيب منحرفا عن علي ع وجبهه عمر بن علي ع في وجهه بكلام شديد روى عبد الرحمن بن الأسود عن أبي داود الهمداني قال شهدت سعيد بن المسيب وأقبل عمر بن علي بن أبي طالب ع فقال له سعيد يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله ص كما يفعل اخوتك وبنو أعمامك فقال عمر يا ابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجئ فأشهدك فقال سعيد ما أحب أن تغضب سمعت أباك يقول إن لي من الله مقاما لهو خير لبني عبد المطلب مما على الأرض من شئ فقال عمر انا سمعت أبي يقول ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا الا يتكلم بها فقال سعيد يا ابن أخي جعلتني منافقا قال هو ما أقول لك ثم انصرف اه أقول هذا لا يدل على انحراف سعيد بن المسيب عن علي ع وانما يدل على سوء اعتقاد عمر بن علي فيه فيجوز كونه مخطئا ان صح ما يدل على حسن سعيد وقال الشهيد الثاني فيما كتبه بخطه على حاشية الخلاصة تعليقا على قول العلامة السابق وهذه الرواية فيها توقف ما لفظه التوقف من حيث السند والمتن أما السند فظاهر وأما المتن فلبعد حال هذا الرجل عن مقام الولاية لزين العابدين ع فضلا عن أن يكون من حواريه واني لأعجب من ادخال هذا الرجل في هذا القسم مع ما هو المعلوم من حاله وسيرته ومذهبه في الأحكام الشرعية المخالف لطريقة أهل البيت ع وقد كان بطريقة ختنه أبي هريرة أشبه وحاله بروايته أدخل والمصنف قد نقل أقواله في كتبه الفقهية من التذكرة والمنتهى بما يخالف طريقة أهل البيت ع وقد روى الكشي في كتابه عنه الأقاصيص والمطاعن قال المفيد في الأركان وأما ابن المسيب فلا يدفع نصبه وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين العابدين ع وقيل له ألا تصلي إلى آخر ما مر وقد روي عن مالك انه كان خارجيا أباضيا الله أعلم بحقيقة الحال اه وفي مروج الذهب ج 2 ص 83 ذكر لوط بن يحيى وابن داب والهيثم بن داب وغيرهم من نقله الأخبار ان معاوية لما احتضر قال اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وعد بحلمك على من لم يرج غيرك ولم يثق الا بك فإنك واسع المغفرة وليس لذي خطيئة مهرب الا إليك فبلغ ذلك سعيد بن المسيب فقال لقد رغب إلى من لا مرغوب الا إليه واني لأرجو ان لا يعذبه الله وتتلخص الطعون فيه المستفادة مما مر في جبة عمر بن علي له ومخالفة طريقته لطريقة أهل البيت عليهم السلام ورجائه لمعاوية ان لا يعذبه الله والأول قد مر جوابه والثاني لا ينافي التشيع المستفاد من الروايات الأخرى إذ ربما كان تقية أما الجواب عن ذلك بأنه كعمل ابن الجنيد بالقياس المخالف لطريقة أهل البيت ولم يناف ذلك تشيعه فغير وجيه لأن ابن الجنيد خالف طريقتهم ع في مسالة واحدة أصولية وابن المسيب كما يستفاد من أحواله خالف طريقتهم في جميع مسائل الفروع هذا مضافا إلى أن الشيخ والنجاشي لم يقدحا فيه بشئ والثالث قد اعتذر عنه ابن المسيب بما سمعت فلا ينافي تشيعه سواء أكان مصيبا فيما فعله أم مخطئا والرابع جار على المتعارف في كرمه تعالى وان أخطأ فيه فيبقى ما دل على استقامته خلوا من المعارض ومن الغريب ما نسب إلى مالك من القول بأنه كان خارجيا أباضيا فإنه مع منافاته لما مر الدال على استقامته قد تفرد مالك بالقول به ان صح ذلك عنه والله أعلم.
ما رواه صاحب حلية الأولياء من أحواله روى بسنده عن بكر بن خنيس قلت لسعيد بن المسيب وقد رأيت أقواما يصلون يا أبا محمد ألا تتعبد مع هؤلاء القوم فقال لي يا ابن أخي انها ليست بعبادة قلت له فما التعبد يا أبا محمد قال التفكير في أمر الله والورع عن محارم الله وأداء فرائض الله تعالى. وبسنده عن صالح بن محمد بن زائدة ان فتية من بني ليث كانوا عبادا وكانوا يروحون بالهاجرة إلى المسجد ولا يزالون يصلون حتى يصلى العصر فقال صالح لسعيد هذه هي العبادة التفقه في الدين والتفكير في أمر الله تعالى. وبسنده عن سعيد بن المسيب من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة فقد ملأ البر والبحر عبادة.
وبسنده عن سعيد بن المسيب انه اشتكى عينيه فقيل له يا أبا محمد لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة فوجدت ريح البرية لنفع ذلك بصرك فقال سعيد فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما فاتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة. وبسنده عن أبي سهل عثمان بن حكيم سمعت سعيد بن المسيب يقول ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة الا وأنا في المسجد. وبسنده ان سعيد بن المسيب مكث أربعين سنة لم يلق القوم قد خرجوا من المسجد وفرغوا من الصلاة.
وبسنده عن برد مولى ابن المسيب ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة الا وسعيد في المسجد. وبسنده عن سعيد بن المسيب ما دخل علي وقت صلاة الا وقد أخذت أهبتها ولأدخل علي قضاء فرض الا وأنا إليه مشتاق وبسنده قال سعيد بن المسيب ذات يوم ما نظرت في أقفاء قوم سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة. وبسنده عن الأوزاعي كانت لسعيد بن المسيب فضيلة لا اعلمها كانت لأحد من التابعين لم تفته الصلاة في جماعة أربعين سنة عشرين منها لم ينظر في أقفية الناس. وبسنده قال سعيد بن المسيب ما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا أحد في الصلاة منذ