ذكر أبو الحسن الرضا ع ان طارقا مولى لبني أمية نزل ذا المروة عاملا على المدينة فلقيه بعض بني أمية وأوصاه بسعيد بن المسيب وكلمه فيه وأثنى عليه فأخبره طارق انه امر بقتله فاعلم سعيدا بذلك وقال له تغيب فاعلم سعيد بذلك وقيل له تنح عن مجلسك فإنه على طريقه فأبى فقال سعيد اللهم ان طارقا عبد من عبيدك ناصيته بيدك وقلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فانسه ذكري واسمي فلما عزل طارق عن المدينة لقيه الذي كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة فقال كلمتك في سعيد لتشفعني فيه فأبيت وشفعت فيه غيري فقال والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتى عدت إليك قال وروي عن بعض السلف انه لما مر بجنازة علي بن الحسين ع أجفل الناس فلم يبق في المسجد الا سعيد بن المسيب فوقف عليه خشرم مولى أشجع فقال يا أبا محمد ألا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح وفي طبقات ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر نا أبو معشر عن المقبري قال لما وضع علي بن الحسين ليصلي عليه أقشع الناس إليه وأهل المسجد ليشهدوه وبقي سعيد بن المسيب في المسجد وحده فقال خشرم لسعيد بن المسيب يا أبا محمد ألا تشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح فقال سعيد أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أشهد هذا الرجل الصالح في البيت الصالح قال الكشي وروى عن عبد الرزاق عن معمر الزهري عن سعيد بن المسيب وعبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بطريق ضعيف قلت لسعيد بن المسيب انك أخبرتني ان علي بن الحسين النفس الزكية وانك لا تعرف له نظيرا فقال كذلك وما هو مجهول ما أقول فيه والله ما رئي مثله قال علي بن زيد فقلت والله ان هذه الحجة الوكيدة عليك يا سعيد فلم لم تصل على جنازته فقال إن القوم كانوا لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج علي بن الحسين فخرج وخرجنا معه ألف راكب فلما صرنا بالسقيا نزل فصلى وسجد سجدة الشكر فقال فيها. وفي رواية الزهري عن سعيد بن المسيب كان القوم لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين سيد العابدين فخرج فخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر الا سبح معه ففزعنا فرفع رأسه وقال يا سعيد أفزعت فقلت نعم يا ابن رسول الله فقال هذا التسبيح الأعظم حدثني أبي عن جدي عن رسول الله ص انه قال لا تبقي الذنوب مع هذا التسبيح فقلت علمناه قال وفي رواية علي بن زيد عن سعيد بن المسيب انه سبح في سجوده فلم يبق حوله شجرة ولا مدرة الا سبحت بتسبيحه ففزعت من ذلك وأصحابي ثم قال يا سعيد ان الله جل جلاله لما خلق جبرائيل ألهمه هذا التسبيح فسبح فسبحت السماوات ومن فيهن لتسبيحه الأعظم وهو اسم الله عز وجل الأكبر يا سعيد اخبرني أبي الحسين عن أبيه عن رسول الله ص عن جبرائيل عن الله جل جلاله انه قال ما من عبد من عبادي آمن بي وصدق بذلك فصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس الا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين حيث حدثني بهذا الحديث فلما ان مات شهد جنازته البر والفاجر وأثنى عليه الصالح والطالح وانهالت الناس يتبعونه حتى وضعت الجنازة فقلت ان أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم هو ولم يبق الا رجل وامرأة ثم خرجا إلى الجنازة ووثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فاجابه تكبير من الأرض ففزعت وسقطت على وجهي فكبر من في السماء سبعا وكبر من في الأرض سبعا وصلي على علي بن الحسين ص ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة على علي بن الحسين صلوات الله عليهما فقلت يا سعيد لو كنت انا لم اختر الا الصلاة على علي بن الحسين ص ان هذا لهو الخسران المبين فبكى سعيد ثم قال ما أردت الا الخير ليتني كنت صليت عليه فإنه ما رئي مثله والتسبيح هو هذا:
سبحانك اللهم وحنانيك سبحانك اللهم وتعاليت سبحانك اللهم والعز ازارك سبحانك اللهم والعظمة رداؤك وتعالى والتعالي سربالك سبحانك اللهم والكبرياء سلطانك سبحانك من عظيم ما أعظمك سبحانك سبحت في الملاء الاعلى سبحانك تسمع وترى ما تحت الثرى سبحانك أنت شاهد كل نجوى سبحانك موضع كل شكوى سبحانك حاضر كل ملاء سبحانك عظيم الرجاء سبحانك ترى ما في قعر الماء سبحانك تسمع أنفاس الحيتان في قعور البحار سبحانك تعالى تعلم وزن السماوات سبحانك تعلم وزن الأرضين سبحانك تعلم وزن الشمس والقمر سبحانك تعلم وزن الظلمة والنور سبحانك تعلم وزن الفئ والهواء سبحانك تعلم وزن الريح كم هي من مثقال ذرة سبحانك قدوس قدوس سبحانك عجبا ممن عرفك كيف لا يخافك سبحانك اللهم وبحمدك سبحان الله العظيم وفي شذرات الذهب ج 1 ص 95 في حوادث سنة 85 فيها توفي عبد العزيز بن مروان أبو عمر وكان ولي العهد بعد عبد الملك فلما مات عقد عبد الملك من بعده لولده وبعث إلى عامله على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي ليبايع له الناس فامتنع سعيد بن المسيب وصمم فضربه هشام ستين سوطا وطيف به وفي تهذيب التهذيب لما بايع عبد الملك للوليد وسليمان وأبى سعيد ذلك ضربه هشام بن إسماعيل المخزومي ثلاثين سوطا وألبسه ثيابا من شعر وأمر فطيف به ثم سجن وفي الشذرات في حوادث سنة 86 من المشهور ان عبد الملك رأى كأنه بال في زوايا المسجد الأربع أو في المحراب أربع مرات فوجه إلى سعيد بن المسيب من يسأله فقال من ولده لصلبه أربعة تلي فكان كما قال ولي الوليد وسليمان وهشام ويزيد اه كأنه استفاد من بوله في المسجد الحرام الذي هو محرم كبير انه يخرج من صلبه أربع ملوك ظلمة مثله وفي الشذرات أيضا في حوادث سنة 94 سمع من الصحابة وجل روايته عن أبي هريرة وكان زوج ابنته قال وعنه حججت أربعين حجة وما فاتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت إلى قفا رجل في الصلاة أي انه كان يصلي دائما في الصف الأول وعطل المسجد النبوي أيام الحرة ولم يبق فيه غيره وكان لا يعرف أوقات الصلاة الا بهمهمة يسمعها داخل الحجرة المقدسة وإذا ذكر مثل هذا أو دونه في حق أحد أئمة أهل البيت ع عد ذلك غلوا قال وخطب ابنته بعض ملوك بني أمية فزوجها فقيرا من الطلبة المشتغلين عليه بالعلم وسيرها إلى بيته ثم زارها بعد ذلك ووصلها بشئ من عنده وكانت ابنة أبي هريرة تحته اه وفي مرآة الجنان ذكر الفقير ذلك لامه فقالت أنت مجنون سعيد بن المسيب يزوجك وبنته يخطبها الملوك فسكت عنها فلما كان الليل إذا بالباب يدق فخرج إليه فإذا هو سعيد بن المسيب وبنته تحت ثوبه فقال له خذ إليك أهلك فاني كرهت ان أبيتك عزبا فقالت أمه والله ما تقربها حتى نصلح من شانها فأعلمت جاراتها فاجتمعن وهيان لها ما يصلح للعروس على حسب ما تيسر وفي الشذرات قال الزهري أخذ سعيد علمه عن زيد بن ثابت وجالس ابن عباس وابن عمر وسعيد بن أبي وقاص ودخل على أزواج النبي ص عائشة وأم سلمة وسمع عثمان وعليا وصهيبا ومحمد بن مسلمة وجل روايته المسندة عن أبي هريرة وسمع من أصحاب عمر وعثمان وقيل إنه صلى