ما روي في حقه في الاستيعاب روي من وجوه ان النبي ص كان في مسير له فبينا هو يسير إذ هوم فجعل يقول زيد وما زيد جندب وما جندب. وفي الإصابة والأقطع الخير زيد فسئل عن ذلك فقال رجلان من أمتي اما أحدهما فتسبقه يده أو قال بعض جسده إلى الجنة ثم يتبعه سائر جسده واما الآخر فيضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل أصيبت يد زيد يوم جلولاء وفي الإصابة يوم القادسية: وفي أسد الغابة وقيل بالقادسية ثم قتل يوم الجمل مع علي وجندب قاتل الساحر عند الوليد بن عقبة قد ذكرناه في بابه اه. ونحن قد ذكرناه في ترجمة جندب، وفي المعارف لابن قتيبة روي في الحديث ان النبي ص قال زيد الخير الأجذم وجندب ما جندب فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين فقال اما أحدهما فسبقته يده إلى الجنة بثلاثين عاما واما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء فقطعت يده وشهد مع علي يوم الجمل فقتله عمرو بن يثري وقتل أخاه سيحان يوم الجمل.
وفي الإصابة روى أبو يعلى وابن منده من طريق حسين بن رماحس عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي: سمعت عليا يقول قال رسول الله ص من سره ان ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان وفي تاريخ بغداد سنده عن علي عن رسول الله ص من سره ان ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان قال الخطيب قطعت يد زيد في جهاده المشركين وعاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل اه.
واخرج ابن عساكر عن الحارث الأعور كان ممن ذكره رسول الله ص زيد الخير وهو زيد بن صوحان فقال سيكون بعدي رجل من التابعين وهو زيد الخير يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة فقطعت يده اليسرى ثم عاش بعد ذلك عشرين سنة وقتل يوم الجمل بين يدي علي.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: قالوا كان مع علي في حربه سبعون رجلا من أصحاب بدر وسبعمائة رجل ممن بايع تحت الشجرة فيما لا يحصى من أصحاب رسول الله ص وشهد معه من التابعين ثلاثة يقال ان رسول الله ص شهد لهم بالجنة: أويس القرني وزيد بن صوحان. وجندب الخير. فاما أويس فقتل في الرجالة يوم صفين. واما زيد فقتل يوم الجمل.
وروى الكشي بعد ذكر الحديث الآتي عن الصادق ع في اخباره يوم الجمل لما صرع عن علي بن محمد القتيبي قال الفضل بن شاذان ثم عرف الناس بعده فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم زيد بن صوحان. وروى الكشي في ترجمة أخيه صعصعة بن صوحان بسنده عن الصادق ع ما كان مع أمير المؤمنين ع من يعرف حقه الا صعصعة وأصحابه اه. ويأتي له مزيد في صعصعة انش.
اخباره قال ابن عساكر لما قدم وفد أهل الكوفة على عمر إلى أن قال ثم جعل عمر يرحل لزيد بيده ويبطأ على ذراع راحلته ويقول يا أهل الكوفة هكذا فاصنعوا بزيد قال أبو الهذيل وقال الحكم بن عتيبة لما أراد زيد ان يركب دابته أمسك عمر بركابه ثم قال لمن حضره هكذا فاصنعوا بزيد واخوته وأصحابه وروي في الإصابة ان عمر وطأ لزيد راحلته وقال هكذا فاصنعوا بزيد وفي الإصابة: ذكر البلاذري ان عثمان كان سيره فيمن سير من أهل الكوفة إلى الشام.
وفي تاريخ بغداد بسنده. كان زيد بن صوحان يقوم الليل ويصوم النهار وإذا كانت ليلة الجمعة أحياها فان كان ليكرهها إذا جاءت مما يلقى فيها فبلغ سلمان ما كان يصنع فاتاه فقال أين زيد قالت امرأته ليس هاهنا قال فاني أقسم عليك لما صنعت طعاما ولبست محاسن ثيابك ثم بعثت إلى زيد فجاء زيد فقرب الطعام فقال سلمان كل يا زيد قال إني صائم قال كل يا زيد لا ينقص أو لا تنقص دينك ان شر السير الحقحقة وهي المتعب من السير أو أن تحمل الدابة ما لا تطيقه ان لعينيك عليك حقا وان لبدنك عليك حقا وان لزوجتك عليك حقا كل يا زيد فاكل وترك ما كان يصنع.
وخاطبه يا زييد بالتصغير تجهيلا له فيما فعله. قال ابن عساكر وروى ابن أبي الدنيا عن هشام بن محمد الكلبي ان زيدا أصيبت يده في بعض فتوح العراق فتبسم والدماء تشخب فقال له رجل من قومه ما هذا موضع تبسم فقال له ان ما حل بي أرجو ثواب الله عليه أفأدفعه بألم الجزع الذي لا جدوى فيه ولا دريكة لفائت معه وفي تبسمي تعزية لبعض المؤمنين عن المؤمنين فقال الرجل أنت اعلم بالله وقال إبراهيم النخعي كان زيد يحدثنا فقال له اعرابي ان حديثك ليعجبني وان يدك لتريبني ان يكون قطعها في سرقة فقال أوما تراها الشمال وانما تقطع في السرقة اليمين فقال والله ما أدري اليمين تقطعون أم الشمال فقال زيد صدق الله الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ان لا يعلموا حدود ما انزل الله على رسوله فذكر الأعمش ان يد زيد قطعت يوم نهاوند وروى المحاملي عن أبي سليمان قال لما ورد علينا سلمان الفارسي المدائن اتيناه نستقريه يعني نقرأ عليه فقال إن القرآن عربي فاستقروه رجلا عربيا فكان يقرينا زيد ويأخذ عليه سلمان فإذا أخطأ رد عليه وكان سلمان أميرنا بالمدائن فقال انا أمرنا ان لا نؤمكم تقدم يا زيد فكان هو يؤمنا ويخطبنا وكان سلمان يقول له يوم الجمعة قم فذكر قومك. وقد يكون في بعض هذا الحديث منافاة للبعض الآخر. وقال مطرف كنا ناتي زيدا فيقول لنا يا عبيد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد إلى الله خصلتان: الخوف والطمع. وعمد زيد إلى رجال من أهل البصرة قد تفرغوا للعبادة وليست لهم تجارات ولا غلات فبنى لهم دارا ثم أسكنهم إياها ثم أوصى بهم من أهله من يقوم بحاجاتهم ويتعاهدهم في مطعمهم ومشربهم وما يصلحهم فجاءهم يوما وكان يتعاهدهم بالزيارة فلم يجدهم وقيل له دعاهم أمير البصرة فخرج مسرعا ودخل على الأمير فجعل يتلهم ليخرجهم وقال للأمير ما تريد بهؤلاء القوم فقال أريد ان أقربهم فيشفعوا فأشفعهم ويسألوا فأعطيهم ويشيروا علي فاقبل منهم فقال زيد كلا والله لا أدعك تهيل عليهم من دنياك وتشركهم في امرك وتذيقهم حلاوة ما أنت فيه حتى إذا انقطعت شرتك منهم تركتهم فطافوا بينك وبين ربهم وربما دل هذا الحديث على أنه كان يسكن البصرة وقال له كيف أنت يا زيد إذا اقتتل القرآن والسلطان قال أكون مع القرآن قام نعم الزيد أنت إذن اه تاريخ دمشق. ولهذا لما اقتتل القرآن والسلطان يوم الجمل كان مع القرآن.