إذا نزل العدو فان عندي * سودا تخلس الأسد النفوسا كنيته في الاستيعاب يكنى أبا سلمان ويقال أبو سليمان ويقال أبو عائشة وزاد ابن عساكر ويقال أبو عبد الله وفي الإصابة بسنده كان يحب سلمان فمن شدة حبه له اكتني أبا سلمان وكان يكنى بغيره اه.
هو صحابي أم تابعي في الاستيعاب كان مسلما على عهد النبي ص لا نعلم له عن النبي ص رواية وانما يروي عن عمر وعلي وزاد ابن عساكر وأبي بن كعب وسلمان الفارسي روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي. وزاد ابن عساكر وسالم بن أبي الجعد وزاد الخطيب البغدادي والغيزار بن حريث ذكره محمد بن السائب الكلبي عن أشياخه في تسمية من شهد الجمل فقال وزيد بن صوحان العبدي وكان قد أدرك النبي ص وصحبه هكذا قال ولا أعلم له صحبة ولكنه ممن أدرك النبي عليه الصلاة والسلام بسنة مسلما. وفي الإصابة قال ابن منده عداده في أهل الحجاز والمعروف انه مخضرم ثم قال في القسم الثالث بعد ما حكى عن ابن الكلبي ان له وفادة ورد صاحب الاستيعاب عليه بأنه حكى الرشاطي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى ان له وفادة ويأتي في ترجمة زيد العبدي ذكره شاعر عبد القيس فيمن وفد على النبي ص منهم فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه عن المنجاب بن الحارث عن إبراهيم بن يوسف حدثني رجل من عبد القيس قال قال رجل منا شعرا يذكر دعاء رسول الله ص لعبد القيس وقد ذكر ابن عساكر هذه الأبيات في ترجمة زيد بن صوحان وعلى هذا فهو صحابي لا محالة اه.
وقال ابن عساكر روى ابن أبي شيبة عن رجل من عبد القيس قال وقد قال رجل منا شعرا يذكر فيه دعوة رسول الله ص لعبد القيس ويعد الوفد ويسميهم فقال:
منا صحار والأشج كلاهما * حقا بصدق قالة المتكلم سبقا الوفود إلى النبي فهيلا * بالخير فوق الناجيات الرسم في عصبة من عبد قيس أوجفوا * طوعا إليه وحدهم لم يكلم واذكر بني الجارود ان محلهم * من عبد قيس في المكان الأعظم ثم ابن سيار على أعدائه علاته * بذ الملوك بسؤدد وتكرم وكفى بزيد حين يذكر فعله * طوبى لذلك من صريع مكرم ذاك الذي سبقت لطاعة ربه * منه اليمين إلى جنان الأنعم فدعا النبي لهم هنالك دعوة * مقبولة بين المقام وزمزم هذا ما أورده صاحب الإصابة منها، وزاد عليها ابن عساكر ثلاثة أبيات وهي:
فمحمد يوم الحساب شهيدنا * ولنا البراءة من عذاب جهنم فأولاك قومي ان سالت مخبري * في الناس طرا مثلهم لم يعلم الا قريشا لا أحاشي غيرهم * لهم الفضائل في الكتاب المحكم قال ابن عساكر يعني بزيد زيد بن صوحان.
ويأتي عن ابن سعد انه من تابعي الكوفة ويأتي في رواية الحارث الأعور انه من التابعين. وعن ابن إسحاق انه أدرك النبي ص وعن أبي عبيدة ان له وفادة.
أقوال العلماء فيه قال البرقي فيما حكاه عنه العلامة في آخر الخلاصة ان من أصحاب أمير المؤمنين ع من ربيعة زيد وصعصعة أبناء صوحان وقال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع زيد بن صوحان من الابدال قتل يوم الجمل وقيل إن عائشة استرجعت حين قتل اه وعده ابن أبي الحديد من التابعين الذين قالوا بتفضيل علي ع على الناس. وفي الاستيعاب كان فاضلا دينا سيدا في قومه هو واخوته. وحكى ابن عساكر عن ابن سعد في الطبقات كان زيد قليل الحديث وهو من تابعي أهل الكوفة اه.
وفي مرآة الزمان لليافعي ج 1 ص 99 وممن قتل يوم الجمل زيد بن صوحان وكان من سادة التابعين صواما وقواما. وفي المعارف لابن قتيبة كان زيد بن صوحان من خيار الناس.
وفي شذرات الذهب ج 1 ص 44 في حوادث سنة 36 قتل يومئذ زيد بن صوحان من خواص علي من الصلحاء الأتقياء وقال ابن الأثير في حوادث سنة 36 ج 3 ص 16 قيل إن عدد من سار من الكوفة لنصرة أمير المؤمنين ع يوم الجمل اثنا عشر ألف رجل ورجل ثم ذكر رؤساء الجماعة من الكوفيين ورؤساء النفار وعد من رؤساء النفار زيد بن صوحان وذكره نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 304 في جملة من أصيب في المبارزة من أصحاب علي يوم الجمل.
ومر ان عقيل بن أبي طالب وصفه لمعاوية لما سأله وصف آل صوحان وجمع معه أخاه عبد الله فقال: واما زيد وعبد الله فإنهما نهران جاريان يصب فيهما الخلجان ويغاث بهما البلدان رجلا جد لا لعب معه ووصف زيدا اخوه صعصعة لما قال له ابن عباس فأين أخواك منك زيد وعبد الله صفهما لأعرف ورثكم قال اما زيد فكما قال أخو غني:
فتى لا يبالي ان يكون بوجهه * إذا نال خلان الكرام شحوب إذا ما تراءاه الرجال تحفظوا * فلم ينطقوا العوراء وهو قريب حليف الندى يدعو الندى فيجيبه * إليه ويدعوه الندى فيجيب يبيت الندى يا أم عمرو ضجيعه * إذا لم يكن في المنقيات حلوب كان بيوت الحي ما لم يكن بها * بسائس ما يلفى بهن غريب في أبيات. كان والله يا ابن عباس عظيم المروة شريف الاخوة جليل الخطر بعيد الأثر كميش العروة أليف البدوة سليم جوانح الصدر قليل وساوس الدهر ذاكرا لله طرفي النهار وزلفا من الليل الجوع والشبع عنده سيان لا ينافس في الدنيا وأقل أصحابه من ينافس فيها يطيل السكوت ويحفظ الكلام وان نطق نطق بمقام يهرب منه الدعار الأشرار ويألفه الأحرار الأخيار فقال ابن عباس ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا.