فانصرف ولم يكن بينهم قتال قال محمد بن عمر الواقدي وهو الخبر المجمع عليه عندنا ان أول لواء عقده رسول الله ص لحمزة بن عبد المطلب خبره في غزوة بواط والأبواء أو ودان قال ابن الأثير في حوادث أول سنة من الهجرة كان حمزة يحمل لواء رسول الله ص في غزوة بواط وكانت في أول سنة من الهجرة قال وفيها كانت غزوة الأبواء وقيل ودان وكان لواؤه ابيض مع حمزة بن عبد المطلب. وفي طبقات ابن سعد قال محمد بن عمر الواقدي حمل حمزة لواء رسول الله ص في غزوة بني قينقاع ولم تكن الرايات يومئذ خبره في وقعة بدر بالغ حمزة في نصر رسول الله ص وحماية الدين شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا وشهد أحدا وأبلى فيها كذلك وكان قائد الجيش ولما كانت وقعة بدر برز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد من الصف ودعوا إلى البراز فبرز إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم بنو عفراء معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث فقالوا لهم ارجعوا فما لنا بكم من حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد اخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال النبي ص لعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله وقد كان معه من قومهم قريش جماعة فلماذا لم يخرجهم إليهم فهل كانوا غير أكفاء لهم أو ليست فيهم شجاعة تبعثهم على المبارزة والثبات فيجري لهم ما جرى لهم يوم الخندق ويوم خيبر فبرزوا فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان كنتم أكفاءنا وكان عليهم البيض فلم يعرفوهم فقال حمزة انا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم وانا أسد الحلفاء اي الاحلاف أو الحلفاء اي الأجمة ومن هذان معك قال علي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن المطلب قال كفوان كريمان وهذا يدل على أن تلقيب حمزة بأسد الله وأسد رسوله كان قديما وان مقام حمزة كان أعلى من مقام عبيدة ولذلك كان هو المجيب لعتبة مع أن عبيدة أسن منه اما علي فكان صغير السن لا يناسب ان يتقدم على عمه حمزة فبارز علي الوليد وكانا أصغر القوم فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا وضربه علي على حبل عاتقه الأيسر فاخرج السيف من إبطه ثم ضربه أخرى فصرعه وبارز عبيدة شيبة وهما أسن القوم ولعبيدة سبعون سنة فاختلفا ضربتين فضربه عبيدة على رأسه ضربة فلقت هامته وضربه شيبه على ساقه فقطعها وسقطا جميعا وبارز حمزة عتبة وهما أوسط القوم سنا وعمر حمزة نحو من 57 سنة فتضاربا بالسيفين حتى انثلما واعتنقا وصاح المسلمون يا علي أما ترى الكلب قد بهر عمك حمزة وكان حمزة أطول من عتبة فقال علي يا عم طأطئ رأسك فادخل حمزة رأسه في صدر عتبة فضرب علي عتبة فطرح نصفه وكر علي وحمزة على شيبة فأجهزا عليه وحملا عليه فألقياه بين يدي رسول الله ص فمات بالصفراء وقيل إن حمزة بارز شيبة وعبيدة بارز عتبة وهو مخالف للنقل وللاعتبار فالأصغر للأصغر والأسن للأسن والأوسط للأوسط. وقال ابن سعد كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة وذكر ابن الأثير في الكامل انه كان يوم بدر معلما بريشة نعامة في صدره وقال أمية بن خلف يومئذ لعبد الرحمن بن عوف من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره قال حمزة بن عبد المطلب قال أمية هو الذي فعل بنا الأفاعيل.
وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن قيس بن عباد سمعت أبا ذر يقسم أنزلت هذه الأبيات هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا إلى قوله ان الله يفعل ما يريد في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
من قتلهم حمزة يوم بدر 1 أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ألبسه بنو مخزوم لامة أبي جهل فصمد له حمزة وهو يراه أبا جهل فقتله فضربه وهو يقول خذها وانا ابن عبد المطلب 2 عتبة بن ربيعة 3 شيبة بن ربيعة شرك في قتله 4 طعيمة بن عدي قتله حمزة في رواية الواقدي وعلي في رواية ابن إسحاق 5 عقيل بن الأسود بن المطلب قيل اشترك في قتله علي وحمزة وقيل قتله علي وحده وقيل غيرهما 6 الأسود بن عبد الأسد 7 عمارة بن مخزوم خبره في يوم أحد قال ابن الأثير في حوادث السنة الثالثة من الهجرة ان رسول الله ص لما خرج إلى أحد خرج حمزة بالجيش بين يديه قال وقاتل حمزة حتى مر به سباع بن عبد العزى الغيشاني فقال له حمزة هلم إلي يا ابن مقطعة البظور وكانت أمه أم أنمار ختانة بمكة فلما التقيا ضربه حمزة فقتله. قال الواقدي:
حمل لواء المشركين بعد طلحة بن أبي طلحة الذي قتله علي بن أبي طالب اخوه عثمان بن أبي طلحة وقال:
ان على رب اللواء حقا * ان تختضب الصعدة أو يندقا فتقدم باللواء فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه بالسيف على كاهله فقطع يده وكتفه فبدا سحره اي رئته ورجع فقال انا ابن ساقي الحجيج وقال ابن هشام: وقتل حمزة أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قال ابن الأثير وأمعن في الناس أبو دجانة وحمزة بن عبد المطلب وعلي ابن أبي طالب في رجال من المسلمين ومرت رواية صاحب الاستيعاب انه كان يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله ص بسيفين فقال قائل اي أسد هذا وفي طبقات ابن سعد بسنده كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله ص بسيفين ويقول انا أسد الله وجعل يقبل ويدبر ومر نقل صاحب الإصابة انه قتل بأحد قبل ان يقتل ثلاثين نفسا.
مقتله استشهد يوم أحد ولا تصريح في كلام المؤرخين بان شهادته كانت بعد انتقاض صفوف المسلمين أو قبله قتله وحشي بن حرب وهو عبد حبشي يرمي بالحربة قلما يخطئ ولم تكن العرب تعرف ذلك بل هو مخصوص بالحبشة وتسمى تلك الحربة المزراق وهي بمنزلة رمح قصير.
كيفية شهادته في شرح النهج ج 3 ص 385 قال الواقدي كان وحشي عبدا لابنة الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ويقال كان لجبير بن مطعم بن عدي ابن نوفل بن عبد مناف وقالت له ابنة الحارث ان أبي قتل يوم بدر فان أنت