بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فاني والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا. وتم حمزة رضي الله عنه على اسلامه وعلى ما تابع عليه رسول الله ص من قوله فلما أسلم حمزة عرفت قريش ان رسول الله ص قد عز وامتنع وان حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه اه وفي الدرجات الرفيعة: قال حمزة حين أسلم:
حمدت الله حين هدى فؤادي * إلى الاسلام والدين الحنيف لدين جاء من رب عزيز * خبير بالعباد بهم لطيف إذا تليت رسائله علينا * تحدر دمع ذي اللب الحصيف رسائل جاء احمد من هداها * بآيات مبينة الحروف واحمد مصطفى فينا مطاع * فلا تغشوه بالقول العنيف فلا والله نسلمه لقوم * ولما نقض منه بالسيوف المؤاخاة قال ابن سعد في الطبقات: آخى رسول الله ص بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة صفته في طبقات ابن سعد كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير هجرته كان حمزة من المهاجرين الأولين وروى ابن سعد في الطبقات الكبير بسنده انه لما هاجر حمزة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم وقيل على سعد بن خيثمة. ولعله نزل على أحدهما أولا ثم انتقل إلى الاخر ما ورد في فضله عن جابر قال رسول الله ص سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى رجل جائر فأمره ونهاه. وقال ص وقد وقف عليه يوم أحد ورأى ما صنع به ما وقفت موقفا لقلبي من هذا الموقف وقال رحمك الله اي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات وفي السيرة الحلبية عن ابن مسعود ان رسول الله ص وقف على جنازة حمزة يقول يا عم رسول الله وأسد الله وأسد رسول الله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله.
وفي شرح النهج ج 3 ص 37 قد روى كثير من المحدثين ان عليا ع عقيب يوم السقيفة قال: وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم. وفي الدرجات الرفيعة: روى عن الباقر ع انه قال كان أمير المؤمنين ع دائما يقول والله لو كان حمزة وجعفر حيين ما طمع فيها فلان ولكنني ابتليت بعقيل والعباس وروى الكليني في الكافي بسنده عن ابن مسكان عن سدير كنا عند أبي جعفر ع فذكرنا ما جرى على أمير المؤمنين ع بعد النبي ص فقال رجل من القوم أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد فقال أبو جعفر من كان بقي من بني هاشم انما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان عباس وعقيل اما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما لما وصلا إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديه لأتلفا أنفسهما.
كونه من شرط الكتاب في الدرجات الرفيعة: دل هذان الحديثان على أن حمزة وجعفرا كانا يعتقدان استحقاق على ص الخلافة بعد رسول الله ص وانهما لو كانا حيين لم يطمع فيها غيره ولذلك ذكرناهما في طبقات الشيعة.
أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أسد الله أبو عمارة وقيل أبو يعلى رحمه الله رضيع رسول الله ص أرضعتهما ثويبة امرأة أبي لهب قتل شهيدا بأحد رحمه الله تعالى وفي الخلاصة حمزة بن عبد المطلب من أصحاب رسول الله ص قتل بأحد رحمه الله تعالى ثقة اه وكان من المهاجرين الأولين شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا وشهد أحدا وأبلى فيها كذلك واستشهد بأحد. وفي الاستيعاب شهد حمزة بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا مشهورا قال موسى بن عقبة قتل عتبة بن ربيعة مبارزة يوم بدر وقال ابن إسحاق وغيره بل قتل شيبة بن ربيعة مبارزة وقتل يومئذ طعيمة بن عدي أخا لمطعم بن عدي وقتل سباعا الخزاعي وقيل بل قتله يوم أحد وشهد أحدا فقتل شهيدا وروى صاحب الاستيعاب بسنده عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله ص بسيفين فقال قائل اي أسد هذا. وفي الإصابة لازم نصر رسول الله ص وهاجر معه وشهد بدرا وأبلى في ذلك اليوم وقتل شيبة بن ربيعة وشارك في قتل عتيبة بن ربيعة أو بالعكس وقتل طعيمة بن عدي وعقد له رسول الله ص لواء وأرسله في سرية فكان ذلك أول لواء عقد في الاسلام في قول المدائني ولقبه النبي ص وسماه سيد الشهداء ويقال انه قتل بأحد قبل ان يقتل ثلاثين نفسا اه.
وفي شرح النهج ج 1 ص 81 من صفات الشجاع قولهم فلان مغامر وفلان غشمشم اي لا يبصر ما بين يديه في الحرب وذلك لشدة تقحمه وركوبه المهلكة وقلة نظره في العاقبة وكان حمزة بن عبد المطلب مفاخرا غشمشما لا يبصر أمامه قال جبير بن مطعم لعبده وحشي يوم أحد ان قتلت عليا أو محمدا أو حمزة فأنت حر فقال اما محمد فان أصحابه دونه واما علي فرجل حذر مرس ولكن سأقتل لك حمزة فإنه رجل مغامر لا يبصر أمامه في الحرب.
اخباره أول لواء عقد في الاسلام لواء حمزة قال ابن الأثير في حوادث السنة الأولى من الهجرة فيها على رأس سبعة أشهر عقد رسول الله ص لعمه حمزة لواء ابيض في ثلاثين رجلا من المهاجرين ليتعرضوا لعير قريش فلقي أبا جهل في ثلاثمائة رجل فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان يحمل اللواء أبو مرثد وهو أول لواء عقده رسول الله ص. وفي الطبقات الكبيرة لابن سعد بسنده: أول لواء عقده رسول الله ص حين قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب بعثه سرية في ثلاثين راكبا حتى بلغوا قريبا من سيف البحر يعترض لعير قريش وهي منحدرة إلى مكة قد جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب