نسبه هو أحمد بن أبي شجاع بويه بن فناخسرو بن يمام أو تمام ابن كوهي ابن شيروين أو شيرويل الأصغر ابن شيركوه بن شيروين أو شيرويل الأكبر ابن شيران شاة أو ميراشاه بن شيرويه أو شيرسر بن سشتان شاة بن سيس أو سنش بن قرو أو فيروز بن شيروزيل أو شيرو بن سنباد أو غيلان ابن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك ابن هرمز الملك ابن شابور الملك ابن شابور ذي الأكتاف هكذا عن ابن ماكولا وفي كتاب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر للشريف يوسف بن يحيى الحسيني الصنعاني اليمني نقلا عن كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي الذي وضعه في آل بويه هكذا: بويه ابن فناخسرو ابن يمام بن كوهى بن شيرين الأصغر ابن شيركوه بن شيرين الأكبر ابن ميرشاه ابن شيرسر بن شاهنشاه بن سش بن فروين بن شيرد بن غيلاد بن بهرام جور الحكيم بن يزدجرد بن بهرام بن لوما شاة بن سابور ذي الأكتاف الساساني الديلمي وفي تاريخ طبرستان للسيد ظهير الدين بن نصير الدين المرعشي عند ذكر أولاد بويه عماد الدولة وركن الدولة حسن ومعز الدولة قال:
نسب بويه بهذا النحو بويه بن فناخسرو بن تمام بن كوهى بن شيره زيل بن شيرانشاه ابن سيستان بن سيس جرد بن شيره زيل بن سنباد بن بهرام كور وعن ابن مسكويه انهم يزعمون أنهم من ولد يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس اه وكيف كان فنسبهم عريق في الفرس وانما نسبوا إلى الديلم لطول مقامهم ببلادهم وفي القاموس الديلم جيل وفي معجم البلدان الديلم جيل سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم اه وبلاد الديلم هي جيلان وما والاها من بلاد فارس وكان اسم الديلم يقال قديما لقسم من البلاد الواقعة على ساحل بحر الخزر يفصل بينها وبين العراق العجمي جبل البورز وعرف ساكنو تلك البلاد بالديلم وبقوا زمانا بعد انقراض الساسانية يدينون بدين زردشت وقاوموا الجيوش الاسلامية غير مرة كما فعل أهل طبرستان وكان الديلم لمناعته الطبيعية مامنا لمناوئي الخلفاء العباسية خاصة العلويين دعاة التشيع وفيها ظهر حسن بن زيد العلوي الداعي الكبير سنة 250 وشكل الدولة العلوية في طبرستان.
ابتداء دولة بني بويه كان أبو شجاع بويه والد صاحب الترجمة فقير الحال يتكسب باصطياد السمك في بحيرات الديلم فماتت زوجته وخلفت له ثلاثة أولاد بنين وهم عماد الدولة على وركن الدولة الحسن ومعز الدولة أحمد وصاروا كلهم بعد ذلك ملوكا فاشتد حزنه عليها قال شهريار بن رستم الديلمي كنت صديقا له فعذلته على حزنه وسليته وأدخلته مع أولاده داري وصنعت لهم طعاما فاجتاز بنا رجل يقول عن نفسه انه منجم ومعزم ومعبر للمنامات ويكتب الرقي والطلاسم فقال له أبو شجاع رأيت في منامي كأني أبول فخرج من ذكري نار عظيمة حتى كادت تبلغ السماء ثم صارت ثلاث شعب وتولد من تلك الشعب عدة شعب فأضاءت الدنيا بتلك النيران ورأيت البلاد والعباد خاضعين لها فقال المنجم هذا منام عظيم لا أفسره الا بخلعة وفرس فقال أبو شجاع لست أملك الا الثياب التي على جسدي قال فعشرة دنانير فقال ما أملك دينارا فأعطاه شيئا فقال أنه يكون لك ثلاثة أولاد يملكون الأرض ويعلو ذكرهم في الآفاق كما علت تلك النار ويولد لهم جماعة ملوك بعدد تلك الشعب فقال أبو شجاع أ ما تستحي تسخر منا فقال أخبرني بوقت ميلادهم فأخبره فجعل يحسب ثم قبض على يد أبي الحسن علي فقبلها وقال هذا والله الذي يملك البلاد ثم هذا فاغتاظ منه أبو شجاع وقال لأولاده اصفعوه فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه وهو يستغيث ونحن نضحك منه فقال لهم اذكروا لي هذا إذا قصدتكم وأنتم ملوك. ثم خرج من بلاد الديلم جماعة لتملك البلاد منهم ما كان بن كالي ومرداويج بن زيار وأسفار بن شيرويه وغيرهم ولما استولى ما كان على طبرستان انتظم بويه وابناه عماد الدولة وركن الدولة في قواده ثم توفي بويه وانفرد ولداه عن ما كان وعظم أمرهما ونبغ من آل بويه نوابغ عظام أمثال عماد الدولة وابنه عضد الدولة وأخويه ركن الدولة ومعز الدولة وغيرهم كما يأتي في تراجمهم انش.
أحوال معز الدولة أحمد بن بويه صاحب الترجمة قال ابن الأثير في الكامل: كان حليما كريما عاقلا ولما أحس بالموت أظهر التوبة وتصدق بأكثر ماله وأعتق مماليكه ورد شيئا كثيرا على أصحابه وعهد إلى ابنه عز الدولة بختيار وأوصاه بوصايا خالفها بختيار فندم وهو أول من أحدث أمر السعاة وأعطاهم عليه الجزايات الكثيرة ونشأ في أيامه فضل ومرعوش وفاقا جميع السعاة وكان كل واحد منهما يسير في اليوم نيفا وأربعين فرسخا وتعصب لهما الناس وكان أحدهما ساعي السنة والآخر ساعي الشيعة اه وقال غيره: كان بعد تملكه البلاد يعترف بنعمة الله عليه ويقول:
كنت أحتطب الحطب على رأسي نظرا لما كانوا عليه قبل الملك كما مر.
وكان متصلبا في التشيع ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 351 انه كتب عامة الشيعة ببغداد بأمر معز الدولة على المساجد الحط على معاوية بن أبي سفيان ومن غصب فاطمة فدكا ومن منع من أن يدفن الحسن عند جده ع ومن نفى أبا ذر الغفاري ومن أخرج العباس من الشورى فلما كان الليل حكه بعض الناس فأراد معز الدولة اعادته فأشار عليه الوزير المهلبي بان يكتب مكانه: الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يذكر أحدا الا معاوية ففعل اه.
وهو أول من أمر بإقامة المآتم للحسين الشهيد ع في العشرة الأولى من المحرم على النحو المعروف اليوم واستمرت عليه الشيعة من ذلك الحين. وليس المراد انه أول من أقام المآتم وانها لم تكن تقام على الحسين ع قبل ذلك فقد ذكرنا في اقناع اللائم ان المآتم أقيمت على الحسين ع قبل قتله وان أول ماتم أقيم عليه هو الذي اقامه جده صلى الله عليه وآله وسلم بمحضر الصحابة حين أخبره جبرائيل بأنه سيقتل كما رواه الماوردي الشافعي في أعلام النبوة وغيره وروته الشيعة عن أئمة أهل البيت ع وقد تظافرت الأخبار بان زين العابدين بكى على أبيه ع مدة حياته وما وضع بين يديه طعام ولا شراب الا بكى وقال: قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشان وأقام جابر بن عبد الله الأنصاري المآتم على الحسين ع حين زار قبره الشريف أول من زاره وأقام أئمة أهل البيت ع هذه المآتم في كل عصر وزمان بأنحاء مختلفة وأتبعهم شيعتهم على ذلك حتى روى عن الإمام الرضا ع انه كان إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكابة تغلب عليه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه ولا تزيد إقامة المآتم المتعارفة عن هذا في المعنى وان خالفته في الشكل بل لا تصل إلى هذا الحد بان لا يرى ضاحكا ولا متبسما والكآبة غالبة عليه في عشر المحرم كله بل المراد انه أول من أمر بإقامة المآتم على هذا النحو المتعارف.
ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 352 انه في عاشر المحرم أمر معز الدولة الناس ان يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا البيع والشراء وان يظهروا النياحة ويلبسوا قبابا عملوها بالمسوح وان يخرج النساء منشرات الشعور مسودات