نساءه واعتق مماليكه ولزمه حج ثلاثين حجة فكان يحج كل سنة فنفاه المتوكل إلى تكريت ثم جاءه زرافة حاجب المتوكل ليلا على البريد فظن أن المتوكل لما سكر بالليل أمر بقتله فقال له قد جئتك في شئ ما كنت أحب ان اخرج في مثله قال ما هو قال أمير المؤمنين أمر بقطع أذنك فرأى ذلك هينا في جنب ما توهمه من أذهاب مهجته فقطع خضروف أذنه من خارج ولم يستقصه وجعله في كافور وانصرف به وبقي مدة منفيا ثم حدر إلى بغداد فأقام بمنزله مدة قال فلقيت إسحاق بن إبراهيم الموصلي لما كف بصره فشكوت إليه غمي بقطع أذني فجعل يسليني ثم سألني عن المتقدم عند المتوكل من ندمائه قلت محمد بن عمر البازيار قال ما مقدار علمه وأدبه قلت لا أدري ولكني أخبرك بما سمعت منه قريبا حضرنا الدار يوم عقد المتوكل لأولاده الثلاثة فدخل مروان بن أبي الجنوب بن أبي حفصة فانشده قصيدته التي يقول فيها:
بيضاء في وجناتها * ورد فكيف لنا بشمه فسر المتوكل بذلك سرورا عظيما وأمر فنثر عليه بدرة دنانير وان تلقط وتوضع في حجره وعقد له على اليمامة والبحرين فقال يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم ولا أرى أبقاك الله ما دامت السماوات والأرض فقال البازيار هذا بعد طول إن شاء الله قال فما تقول في أدبه قال أكثر من أن يقول للخليفة أبقاك الله إلى يوم القيامة وبعد القيامة بشئ كثير قال إسحاق ويلك جزعت على أذنك حتى لا تسمع مثل هذا الكلام لو أن لك مكوك آذان أيش كان ينفعك مع هؤلاء ثم أعاده المتوكل إلى خدمته. ووهب له المتوكل جارية اسمها صاحب فلما مات تزوجت بعض العلويين فرآه علي بن يحيى المنجم في النوم وهو يقول:
أيا علي ما ترى العجائبا * أصبح جسمي في التراب غائبا واستبدلت صاحب بعدي صاحبا ومن شعر له يكاتب علي بن يحيى:
من عذيري من أبي حسن * حين يجفوني ويصرمني كان لي خلا وكنت له * كامتزاج الروح بالبدن فوشى واش فغيره * وعليه كان يحسدني انما يزداد معرفة * بودادي حين يفقدني وقال أبو عبد الله بن حمدون حسبت ما وصلني به المتوكل مدة خلافته وهي 14 سنة وشهور فوجدته ثلثمائة ألف دينار وستين دينارا ونظرت فيما وصلني به المستعين مدة خلافته وهي ثلاث سنين ونيف فكان أكثر من ذلك ثم خلع المستعين وحدر إلى واسط ومنع من كل شئ إلى القوت حتى قتل بالقاطول. وذكر ياقوت جماعة من بني حمدون عرفوا بمنادمة الخلفاء منهم أبوه إبراهيم قال وأظن أنه الملقب بحمدون نادم المعتصم ثم الواثق ثم حكى عن ابن حمدون النديم ان الواثق بسط جلاسه وأمرهم أن لا ينقبضوا في مجلسه وأن يجروا النادرة غير محتشمين ولو كانت عليه وكان على إحدى عيني الواثق نكتة بياض فانشد الواثق يوما أبيات أبي حية النميري:
نظرت كأني من وراء زجاجة * إلى الدار من ماء الصبابة أنظر فقال ابن حمدون والى غير الدار يا أمير المؤمنين فتبسم ثم قال لوزيره قد قابلني هذا بما لا أطيق ان انظر إليه فانظر كم مبلغ ما يصله منا فاقطعه به اقطاعا بالأهواز وأخرجه إليها فخرجت إليها وزاد بي الدم فقلت التمسوا حجاما نظيفا حاذقا وتقدموا إليه بقلة الكلام فاتوني بشيخ على غاية النظافة فلما أخذ في اصلاح وجهي قلت اترك في هذا الموضع وأحذف في هذا و افعل كذا وكذا وأطلت الكلام وهو ساكت فلما أراد الحجامة قلت اشرط في الجانب الأيمن اثنتي عشرة شرطة وفي الأيسر أربع عشرة فان الدم في الجانب الأيمن أقل منه في الأيسر لأن الكبد في الأيمن والحرارة في الأيسر أوفر والدم أغزر فإذا زدت في شرط الأيسر اعتدل خروج الدم من الجانبين ففعل وأمرت ان يدفع له دينارا فرده فقلت استقله اعطه دينارا آخر فرده أيضا فقلت قبحك الله أنت حجام سواد وأكثرهم يدفع لك نصف درهم وأنت تستقل دينارين فقال وحقك ما رددتها استقلالا ونحن أهل صناعة واحدة وأنت أحذق وما كان الله ليراني وأنا آخذ من أهل صنعتي أجرة فأخجلني ولم يأخذ شيئا فلما كان في العام القابل احتجت إلى اخراج الدم فاتى به فاصلح وجهي الاصلاح الذي كنت أوقفته عليه وحجمني أحسن حجامة فلما فرع قلت أنت صانع سواد فمن أين لك هذا الحذق فقال اجتاز بنا حجام الخليفة في العام الماضي فتعلمت منه وما كنت أحسن من هذا شيئا فضحكت منه وأمرت له بثلاثين دينارا اه ووجدنا ترجمته في مخطوط منقول من تلخيص أخبار الشيعة للمرزباني فيه ترجمة سبعة وعشرين شاعرا كتب على أوله ما صورته: هذه نبذة اخترتها من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة للمرزباني وفي آخرها ما صورته: هذا آخر ما اخترته من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله ولم يذكر تاريخ كتابته وجملة من هذه التراجم مطولة مشتملة على أخبار نادرة قلما توجد في غيرها وبعضها مختصرة. والمرزباني هو محمد بن عمران ابن موسى بن سعيد بن عبد الله المرزباني أبو عبد الله الراوية الاخباري الكاتب المشهور المترجم في محله من هذا الكتاب وكنا نظن أن هذه القطعة مختارة من كتابه معجم الشعراء فلما طبع الجزء الثاني منه علمنا أنها ليست مأخوذة من معجم الشعراء لأن بعض من فيها لم يذكر في معجم الشعراء ومن ذكر منهم ذكر بترجمة تخالف ما في القطعة وقد راجعنا أسماء مؤلفاته في معجم الأدباء فلم نجد فيها تلخيص كتاب أخبار شعراء الشيعة فكان هذه القطعة انتخبت من بعض كتبه في أخبار الشعراء أو من كتاب منتخب منها فان له غير معجم الشعراء أخيار الشعراء المشهورين والمكثرين أولهم بشار وآخرهم ابن المعتز ولكن هذه القطعة ليست منتخبة منه لأن فيها من غير المشهورين والمكثرين أخبار المتيمين من الشعراء وليست منتخبة منه المفيد في أخبار الشعراء وأحوالهم في الجاهلية والاسلام ودياناتهم ونحلهم المونق في أخبار الشعراء الجاهليين والمخضرمين والاسلاميين على طبقاتهم والظاهر أنها منتخبة من أحد هذين الكتابين وهذه جريدة أسماء المترجمين في تلك النبذة على ترتيبهم فيها. 1 أبو الطفيل الكناني عامر بن واثلة.
2 أبو الأسود الدؤلي. 3 عبد الله بن العباس. 4 هاشم بن عتبة المرقال. 5 خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين. 6 قيس بن سعد بن عبادة.
7 ثابت بن العجلان الأنصاري. 8 عدي بن حاتم الطائي.
9 حجر بن عدي بن الأدبر الكندي. 10 مالك بن الحارث الأشتر.
11 الأحنف بن قيس التميمي. 12 شريك بن الأعور الحارثي.
13 قيس بن فهدان الكندي. 14 الفرزدق بن همام المجاشعي.
15 كثير عزة. 16 الكميت بن زيد الأسدي 17 شريك بن عبد الله القاضي. 18 السيد إسماعيل بن محمد الحميري. 19 منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش الرخم. 20 محمد بن علي النعمان مؤمن الطاق. 21 دعبل بن علي الخزاعي. 22 القاسم بن يوسف الكاتب. 23 أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب. 24 أبو نواس الحسن بن هاني. 25 أحمد بن خلاد الشروي. 26 جعفر بن عفان. 27 مروان بن محمد السروجي الأموي اه قال المرزباني في تلك القطعة في حق المترجم: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ومن شعره: