شرح النهج قال قال أبو بكر بن عياش لقد ضرب علي بن أبي طالب ع ضربة ما كان في الاسلام أيمن منها ضربته عمرا يوم الخندق ولقد ضرب علي ضربة ما كان في الاسلام أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله اه.
وقال الميرزا في رجاله الكبير: أبو بكر بن عياش جاء في بعض رواياتنا والظاهر أنه عامي كوفي له محبة وميل إلى أهل البيت ع ونوع تدين انتهى. والرواية المشار إليها هو ما رواه الكليني. في الكافي والشيخ في التهذيب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج من أصحاب الصادق والكاظم والرضا ع قال اشتريت محملا فأعطيت بعض الثمن وتركته عند صاحبه ثم احتبست أياما ثم جئت إلى بائع المحمل لآخذه فقال قد بعته فضحكت ثم قلت لا والله لا أدعك أو أقاضيك فقال لي أ ترضى بأبي بكر بن عياش قلت نعم فاتيته فقصصنا عليه قصتنا فقال أبو بكر يقول من تحب ان اقضي بينكما أ بقول صاحبك أو غيره قلت بقول صاحبي قال سمعته يقول من اشترى شيئا فجاء بالثمن فيما بينه وبين ثلاثة أيام وإلا فلا بيع له اه. وأراد بصاحبه الصادق أو الكاظم ع وربما استفاد السيد صدر الدين العاملي فيما حكي عنه في حواشي رجال أبي علي تشيعه مما رواه في التهذيب عن محمد بن الحسن الصفار عن السندي عن موسى بن حبيش عن عمه هاشم الصيداني قال: كنت عند العباس بن موسى بن عيسى وعنده أبو بكر بن عياش وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وعلي بن الظبيان. ونوح بن دراج تلك الأيام على القضاء فقال العباس يا أبا بكر أ ما ترى ما أحدث نوح في القضاء إنه ورث الخال وطرح العصبة وأبطل الشفعة فقال أبو بكر بن عياش وما عسى أن أقول للرجل قضى بالكتاب والسنة فاستوى العباس جالسا فقال وكيف قضى بالكتاب والسنة فقال أبو بكر ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قتل حمزة بن عبد المطلب بعث علي بن أبي طالب ع فاتاه بابنة حمزة فسوغها الميراث كله فقال له العباس فظلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جدي فقال مه أصلحك الله شرع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما صنع فما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا الحق اه ووجه استفادة تشيعه من ذلك أنه حكم بان إبطال التعصيب مطابق للكتاب والسنة وهو مذهب أئمة أهل البيت ع وعلمائهم. وكيف كان فتشيعه غير محقق وإن كان محتملا أو مظنونا فلذلك لم يعلم أنه شرط كتابنا وإن كان جملة مما روي في تاريخ بغداد وغيره مما أشرنا إليه صريح في بعده عن التشيع وتعظيم الرشيد له دليل على أنه لو شم منه رائحة التشيع لم يسلم من أذاه فضلا عن تعظيمه واكرامه لكن الخرف قد يبعث على اظهار خلاف ما يبطن فتشيعه محتمل وليس بمعلوم وميله محقق والله أعلم بالسرائر.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
وذكرنا بعض الامارات على تشيعه، ثم عثرنا على ما يرشد إلى تشيعه بل يدل عليه ويؤكده وهو ما أرشدنا إليه الفاضل الورع التقي الزاهد العابد الشيخ عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي مما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه عن ابن حشيش عن محمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن مخلد عن أحمد بن ميثم عن يحيى بن عبد الحميد الحماني املاء علي في منزله قال: خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش فقال لي: امض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر من يعني وكنت أجل أبا بكر عن مراجعته وكان راكبا حمارا له فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن خازم التفت إلي وقال: يا ابن الحماني اني جررتك معي وجشمتك أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذه الطاغية. فقلت: من هو يا أبا بكر؟
قال: هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى، فسكت عنه ومضى وأنا أتبعه حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وبينه وكان الناس ينزلون عند الرحبة، فلم ينزل أبو بكر هناك، وكان عليه يومئذ قميص وازار وهو محلول الأزرار، فدخل على حماره وناداني: تعال تعال يا ابن الحماني فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال له: أ تمنعه يا فاعل وهو معي فتركني فما زال يسير على حماره حتى دخل الايوان فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الايوان على سريره، وبجنبتي السرير رجال متسلحون وكذلك كانوا يصنعون، فلما رآه موسى رحب به وقربه واقعده على سريره، ومنعت، انا حين وصلت إلى الايوان ان أتجاوزه. فلما استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث انا واقف فناداني فقال ويحك فصرت إليه ونعلي في رجلي وعلي قميص وازار فاجلسني بين يديه. فالتفت إليه موسى فقال: هذا رجل تكلمنا فيه؟ قال: لا ولكني جئت به شاهدا عليك: قال فيما ذا؟
قال: اني رأيتك وما صنعت بهذا القبر: قال اي قبر؟ قال: قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان موسى قد وجه إليه من كربه وكرب جميع أرض الحاير وحرثها وزرع فيها الزرع، فانتفخ موسى حتى كاد ان ينقد ثم قال: وما أنت وذا؟ قال: اسمع حتى أخبرك اعلم اني رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة، فلما صرت بقنطرة الكوفة اعترضني خنازير عشرة فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعها عني، فمضيت لوجهي. فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق فرأيت هناك عجوزا فقالت لي: أين تريد أيها الشيخ؟ قلت: أريد الغاضرية، قالت لي: تنظر هذا الوادي فإنك إذا أتيت إلى آخره اتضح لك الطريق. فمضيت وفعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير جالس هناك فقلت: من أين أنت أيها الشيخ: فقال لي: أنا من أهل هذه القرية: فقلت: كم تعد من السنين؟ فقال: ما أحفظ ما مر من سنيني وعمري ولكن أبعد ذكري اني رأيت الحسين بن علي ع ومن كان معه من أهله ومن يتبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا تمنع الكلاب ولا الوحوش شربه. فاستفظعت ذلك وقلت له: ويحك أنت رأيت هذا قال اي والذي سمك السماء لقد رأيت هذا أيها الشيخ وعاينته وانك وأصحابك الذين تعينون على ما قد رأيت مما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم. فقلت: ويحك وما هو؟ قال حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه. قلت وما أجرى؟ قال: أ يكرب قبر ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحرث أرضه، قلت وأين القبر؟ قال: ها هو ذا أنت واقف في ارضه فاما القبر فقد عمي عن أن يعرف موضعه قال أبو بكر بن عياش: وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ولا أتيته في طول عمري فقلت: من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ حتى وقف بي على حير له باب وآذن وإذا جماعة كثيرة على الباب فقلت للآذن أريد الدخول على ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لا تقدر على الوصول في هذا الوقت. قلت: ولم؟ قال: هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير. قال أبو بكر بن عياش: فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ومضت بي الأيام حتى كدت ان انسى المنام ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة