التكاثر ومشركي العصر أهلك الله به الهمزة وأصحاب الفيل إذ مكروا بقريش ولم يتواصوا بالصبر المخصوص بالدين الحنيفي و الكوثر السلسال والمؤيد على أهل الجحد بالنصر صلى الله عليه وآله وسلم ما تبت يدا معادية ونعم بالتوحيد مواليه وما أفصح فلق الصبح بين الناس وامتد الظلام.
أشعاره له شعر ونثر وقصائد طوال وأراجيز جيدة وقد اورد له في نفح الطيب بعد الخطبة السابقة قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تجمع أسماء سور القرآن نظير هذه الخطبة تبلغ أربعين بيتا ألبسها هذا الالتزام ركة كهذه الخطبة فلم نر فائدة في ايرادها لكننا نورد نموذجا مختارا منها وهو هذا:
مولى له الأنعام والأعراف والأنفال * والحكم التي لا تجهل يا نور يا فرقان يا من مدحه * نطقت به الشعراء وهو المرسل ودنا له القمر المنير وشقه الرحمن * واقعة له لا تجهل وله لدى الحشر العظيم شفاعة * في أمة بالامتحان تسربلوا يا من به شرع الطلاق ومن له * التحريم والملك العظيم الأجمل يا من تزول المرسلات ببعثه * يا أيها النبأ العظيم الأكمل يا من ليالي القدر بينة له * وعداه بالزلزال منه تزلزلوا هو صاحب الإيلاف والدين الذي * يسقى غدا من كوثر يتسلسل يا خاتما فلق الصباح كوجهه * والناس منه مكبر ومهلل أبياتها ميقات موسى عدة * والكفعمي بمدحه يتعجل قال ومن نظمه في أسماء الكتب:
يا طريق النجاة بحر فلاح * أنت دفع الهموم والأحزان أنت اتس التوحيد عدة داع * ثم روح الاحياء فلك المعاني نهج حق ونثر در نبيه * ورياض الآداب ذكرى البيان فائق رائع مسرة راض * منتهى السؤل جامع للأماني نزهة عدة ظرائف لطف * روضة منهج جنان الجنان فصحاح الألفاظ فيه تلقى * وشذور العقود والمرجان وهو قوت القلوب نهج جنان * وكنوز النجاح والبرهان قال فناسب بين أسماء الكتب وقصده غير ذلك وأكثر هذه الكتب التي ورى بها غير موجودة بأيدي الناس بل ولا معروفة لديهم وهذا دليل على سعة اطلاعه أقول جلها بل كلها معروف مشهور ثم قال: ومن بدائع الكفعمي المذكور رسالة كتب بها إلى قاضي القضاة أبي العباس بن القرقوري في شأن أستاذ دار قاضي القضاة المذكور الأمير علاء الدين ويخرج من أثنائها قصيدة منها يقبل الأرض وينهي سلام عبد لكم محب وعلى المقة منكب لو بدا للناظرين عشر معشار شوقه وغرامه لطبق ذلك ما بين آفاق السماوات السبع والأرض لشدة هيامه تراه حقا لكم حانيا بالأمن والسرور والسعد والحبور داعيا لا جرم وهذا الثناء المتوالي والدعاء للمقام العالي لا شك من لازم الفرض ملكك الله تعالى أزمة البسط والقبض وأنجاك ربي من المصاعب في دينك ودنياك وأنقذك من شر كل صغير شدة وكبيرها وأرضاك وجعلك أمينا في الأرض إلى يوم القيامة والنشور والعروض كما أنت امن لي من المخاوف وعون في كل شدة وغوث وملجأ وعدة وأنجحت آمالي ووفرت بأخدامك لي مالي وأحسنت قرضي ووفرت باجلالك لي عرضي وينهي المملوك إلى سيده قاضي القضاة وكافي في الكفاة بان المتولي الأمين ذا الفخر المبين علي ابن المرحوم فخر الدين قوله في امركم العالي مرضي وفعله مقضي ومدحكم عليه فرض واجب يراه ابدا لسانه ويذكر المناقب وحبكم له واختياركم إياه دال بأنه أمير حكيم شاهده حقا يقضي بجعله على خزائن الأرض انه حفيظ عليم حديث مدح سواكم ليس من مدائحه ولا يمر ابدا بقلبه وجوارحه وان مر في خاطره لا يحلو قطعا وحكمكم عليه شرعا ومرسومكم يمضي وأمركم يقضي يتيه سرورا به رؤساء الشام و من في القبيبات من الأنام عزة وعلوا لخدمته الشريفة إياك ولأنه يا قاضي قضاة الدين والأرض لا يريد سواك فان يك الخادم المذكور في بعض أفعاله غافلا أو في مقاله غير كامل و عصاكم في بعض الامر فعين العفو والستر عن ذنبه لا جرم تغضي وهو بتوبته إليكم يفضي وسلام الله عليكم ورحمته لديكم كلما نطق ناطق أو ذر في المشارق شارق وما دارت الأفلاك وسبحت بلغاتها الأملاك في فسيح الطول ورحب العرض دوما ما بين السماء والأرض. وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه الرسالة:
سلام محب لو بدا عشر شوقه * لطبق ما بين السماوات والأرض تراه لكم بالأمن والسعد داعيا * وهذا الدعا لا شك من لازم الفرض وأنجاك في دنياك من كل شدة * وأرضاك في يوم القيامة والعرض كما أنت لي عون وغوث (1) وعدة * ووفرت لي مالي ووفرت لي عرضي وينهي إلى قاضي القضاة بان ذا * علي بن فخر الدين في امركم مرضي ومدحكم فرض يراه لسانه * وحبكم إياه شاهده يقضي حديث سواكم لا يمر بقلبه * وان مر لا يحلو وحكمكم يمضي يتيه به من في القبيبات عزة * لخدمته إياك يا قاضي الأرض فان يك في أفعاله أو مقاله * عصاكم فعين العفو عن ذنبه تغضي سلام عليكم كلما ذر شارق * وسبحت الأملاك في الطول والعرض وفي بعض حواشيه على المصباح انه حفر له أزج في كربلاء لدفنه فيه بأرض تسمى عقيرا فقال في ذلك وهو وصية منه إلى أهله واخوانه بدفنه فيه:
سألتكم بالله ان تدفنونني * إذا مت في قبر بأرض عقير فاني به جار الشهيد بكربلا * سليل رسول الله خير مجير فاني به في حفرتي غير خائف * بلا مرية من منكر ونكير امنت به في موقفي وقيامتي * إذا الناس خافوا من لظى وسعير فاني رأيت العرب تحمي نزيلها * وتمنعه من أن يصاب بضير فكيف بسبط المصطفى ان يردمن * بحائره ثاو بغير نصير وعار على حامي الحمى وهو في الحمى * إذا ضل في البيدا عقال بعير وله أرجوزة تنيف على مائة وثلاثين بيتا في الأيام المستحب صومها اوردها في المصباح وأولها:
الحمد لله الذي هداني * إلى طريق الرشد والايمان ثم صلاة الله ذي الجلال * على النبي المصطفى والآل وبعد فالمولى الفقيه الأمجد * الكامل المفضل المؤيد