وتعرف تصرفاته وزياداته على الأكثر في أواسط الكتاب وأواخره، إذ تشم أن الأسلوب قد تغير، لما لم يتفق له مؤلف في عصر السيد البراقي، ويتجلى ذلك لك عندما تقرأ المنقول عن المؤلفات التي طبعت أو عن المقالات التي أنشأت بعد البراقي بسنين كثيرة.
ولا يسعني إلا أن أعظم مجهود صديقي الأستاذ، وتحرياته الثمينة وتنقيباته عن كل شاردة وواردة، بما لم يتفق له باحث غيره، ولئن زج بعض محاكماته التاريخية وآرائه الخاصة أحيانا، فتلك ضرورة البحث تدعوه وإلا فهو محتفظ بشرط المقترح، ينقل لنا أقوال المتقدمين وآراء المتأخرين كما هي، فأعطانا أثمن مجموعة نادرة في هذا الموضوع.
ومن المواضيع التي استقل بها وحده في هذا الكتاب ولم يكن لها أساس في الأصل: معجم أسماء الكوفة وقرائها ومحلاتها وما يتعلق بها من النواحي والبقاع والديارات والقصور... الخ، ومعجم نقبائها وقضاتها وولاتها وتاريخ حوادثها وفتنها وغير ذلك كثير.
فأرجو لكتابه التوفيق وأداء الغاية التي جمع لأجلها.
النجف الأشرف محمد رضا المظفر