عجائب الآثار - الجبرتي - ج ١ - الصفحة ٦٥٥
ابن حجازي القطب السيد علي تقي الدين دفين رأس الخليج بن فتح ابن عبد العزيز بن عيسى بن نجم خفير بحر البرلس الحسيني الخليجي الأحمدي البرهاني الشريف الشهير بأبي حامد ولد برأس الخليج وحفظ القرآن وبعض المتون ثم حبب اليه السلوك في طريق الله تعالى فترك العلائق وانجمع عن الناس واختار السياحة مع ملازمته لزيارة المشاهد والأولياء والحضور في موالدهم المعتادة وكان الأغلب في سياحته سواحل بحر البرلس ما بين رشيد ودمياط على قدم التجريد ووقعت له في أثناء ذلك إشارات واجتمع فيها بأكابر أهل الله تعالى وكان يحكي عنهم أمورا غريبة من خوارق العادات وأقام مدة يطوى الصيام ويلازم القيام واجتمع في سياحته ببلاد الشرق على صلحاء ذلك العصر ورافق السيد محمد ابن مجاهد في غالب حالاته فكانا كالروح في جسد وله مكارم اخلاق ينفق في موالد كل من القطبين السيد البدوي والسيد الدسوقي أموالا هائلة ويفرق في تلك الأيام على الواردين ما يحتاجون اليه من المآكل والمشارب وكان كلما ورد إلى مصر يزور السادة العلماء ويتلقى عنهم وهم يحبونه ويعتقدون فيه منهم الشيخ الدمياطي وشمس الدين الحنفي وغيرهما وكان له شيخنا السيد مرتضى مزيد اختصاص وألف بأسمه رسالة المناشي والصفين وشرح له خطبة الشيخ محمد البحيرى البرهاني على تفسير سورة يونس وبأسمه أيضا كتب له تفسيرا مستقلا على سورة يونس على لسان القوم وصل فيه إلى قوله تعالى * (واجعلوا بيوتكم قبلة) * وذلك في أيام سياحته معه وكمله بعد ذلك وفي سنة 1199 ورد إلى مصر لامر اقتضى فنزل في المشهد الحسيني وفرش له على الدكة وجلس معه مدة وتمرض اشهرا بورم في رجليه حتى كان في أول المحرم من هذه السنة زاد به الحال فعزم على الذهاب إلى فوة فلما نزل إلى بولاق وركب السفينة وافاه الحمام وأجاب مولاه بسلام وذلك في يوم عاشوراء
(٦٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 » »»