إسرائيل لهم: قد عصيتم وخالفتم الآباء فقالوا نرجع إلى البلاد التي غلبنا عليها فنكون بها، فرجعوا إلى يثرب فاستوطنوها وتناسلوا بها، إلى أن نزلت عليهم الأوس والخزرج بعد سيل العرم كما تقدم ذكره عند ذكر الأنصار ويقال: بل كان نزولهم أولا من نواحي العالية (1)، وانحدر بها الآطام والأموال والمزارع، فلبثوا في نواحيه زمانا طويلا حتى ظهرت الروم على بني إسرائيل وخرج بنو قريظة، والنضير، وبنو هذيل من يثرب ونزلوا الغابة (2) ثم تحولوا عنها لوبائها إلى عدة مواضع من نواحي يثرب والحدم (3) ويقال: بل كان نزول اليهود بيثرب حين وطئ بختنصر بلادهم بالشام وخرب بيت المقدس، فحينئذ لحق من لحق منهم بالحجاز، كقريظة، والنضير، وسكنوا خيبر، ويثرب، حتى قدمت الأوس والخزرج عليهم، وكانت لهم معهم حروب ظهرت عليهم اليهود كما مر ذكره، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاربته
(٣٦٦)