ومن طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول وربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبد الله به حوالة الأزدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستجندون أجنادا: جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن، فقلت: خر لي يا رسول الله، قال عليك بالشام فمن أبي فليلحق بيمنه، وليسق من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله. فسمعت أبا إدريس يقول: من تكفل الله به، فلا ضيعة عليه (1).
ومن طريق يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، عن يحيى ابن حمزة، قال: حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير، قال: قال عبد الله بن حوالة: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا العرى والفقر وقلة الشئ، قال: أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشئ أخوفني عليه من قتله، والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله أرض فارس، وأرض الروم، وأرض حمير، وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة: جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن وحتى يعطي الرجل المائة فيسخطها، قال ابن حوالة:
قلت يا رسول الله! ومن يستطيع الشام وبه الروم ذات القرون؟ قال: والله ليفتحنها عليكم وليستخلفنكم فيها حتى تظل العصابة البيض منكم قمصهم الملحمة، أقفاؤهم قياما على الرويجل الأسود منكم المخلوق، وما أمرهم من شئ فعلوه، وذكر الحديث (2).
قال أبو علقمة: فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول فعرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نعت هذا الحديث في جزء بن سهيل السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله، فعجبوا لنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وفيهم (3).
ومن طريق يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية ابن صالح أن حمزة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الأيادي، قال: نزل بي عبد الله ابن حوالة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد بلغنا أنه فرض له المائتين فأبى إلا مائة وقال: قلت له: والله ما منعته قال: قلت له: أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة، والله ما منعه وهو نازل على أن يقول لا أم لك أولا