إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٩ - الصفحة ٥٤
فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة، قال: وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله (1).
وخرج ابن حبان في صحيحه، من حديث حياة بن شريح قال: أخبرني أبو صخر، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أخبره عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: حدثني أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، مر على إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فقال لجبريل عليه السلام،: من معك يا جبريل؟ فقال جبريل: هذا محمد، فقال: مر أمتك أن يكثروا غراس الجنة، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم: وما غراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[[و] إبراهيم خليل الرحمن، أبو الضيفان]، وهو الأب الثالث، أب الآباء، وعمود العالم، وإمام الحنفاء، الذي اتخذه الله تعالى خليلا، وجعل النبوة والكتاب في ذريته، وشيخ الأنبياء ابن [آذر]، ويقال: [آذر] بن تارح ابن نوحود بن مسروغ بن رعوا بن فالغ بن عيبر، ويقال: عابر بن شالخ بن أرفخشاذ بن سام بن نوح (3)، صلوات الله وسلامه عليه، كان آباؤه في

(١) (كنز العمال): ٣٩٤٨.
(٢) (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان): ٣ / ١٠١، كتاب الرقاق، باب (٨) الأذكار، ذكر البيان بأن المرء كلما كثر تبريه من الحول والقوة إلا ببارئه كثر غراسه في الجنة، حديث رقم (٨٢١)، وفيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وثقه ابن حبان، وأبو صخر وهو حميد بن زياد وهو متكلم فيه من قبل حفظه، وما بين الحاصرتين سقط من (ج).
(٣) وتمام النسب: ابن نوح بن لامخ بن مثوشالح بن حنوح - وهو إدريس - بن يارذ بن ما هللئيل بن قنن بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، (المقفى الكبير):
١ / ١٣.
قال العلامة المقريزي رحمه الله: هذه الأسماء كلها ليست بعربية، وقد خبط في ضبطها كثير من نقلة الأخبار لبعدهم عن معرفة العبرانية، والصواب في ذلك ما وقع في التوراة، إذ هذه الأسماء ليست مما يدخله النسخ والتبديل، وهي هناك كما أوردته لك هنا.
وأزيدك أيضا بيانا بضبطها بالحروف، فإنها إنما كتبت في التوراة بالقلم العبراني، وقد من الله بعد معرفتها بالقلم العبراني أن يسر ضبطها بالحروف العربية.
فإبراهيم، كان اسمه " أبرام " بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وضم الراء المهملة، ثم ألف بعدها ميم، ومعنى ذلك تقريبا: رفيع القدر " فسماه الله تعالى: أبروهام: وصار معناه: أبو جمهور الأحزاب. وعربته العرب فقالت: إبراهيم: بكسر الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح الراء المهملة وكسر الهاء ثم ياء آخر الحروف ساكنة بعدها ميم.
وقالت أيضا " إبراهام " بفتح الهاء، وبهما جاء تنزيل العزيز الحكيم في القرآن المجيد.
وسمع أيضا " إبرهم ". قال عبد المطلب بن عبد مناف بن أساف: نحن آل الله في بلدته، لم يزل ذلك على عهد إبرهم.
وتارح، بفتح التاء المثناة من فوق ثم ألف ساكنة بعدها راء مهملة مفتوحة ثم حاء مهملة.
ونوحور، بضم النون وسكون الواو وضم الحاء المهملة، وبعدها واو ثم راء مهملة.
وسروغ، بفتح السين المهملة وضم الراء المهملة، ثم واو ساكنة بعدها غين معجمة.
ورعو، بضم الراء والعين المهملتين ثم واو.
وفالغ، بفاء مفتوحة بعدها ألف ثم لام مفتوحة وغين معجمة. وهذه الفاء ليست في اللغة. وبعضهم يقول: فالج بالجيم، وهذه الفاء بين الفاء والباء الموحدة.
وعيبر، بكسر العين المهملة وسكون الباء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة ومن نقلة الأخبار من يقول: " عابر بفتح العين ". وأصله ما ذكرت.
وشالح، بفتح الشين المعجمة واللام وسكون الحاء المهملة.
وأرفخشاذ، بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة، وفتح الفاء وسكون الخاء المعجمة وفتح الشين، ثم ألف بعدها زال معجمة. وهذه الفاء أيضا بين الفاء والباء الموحدة.
وسام، أصله بشين معجمة، وعرب فقيل: بسين مهملة مفتوحة، ثم ألف بعدها ميم، وكثيرا ما تكون الشين المعجمة في العبرانية سينا مهملة في اللسان العربي.
ولامخ، بفتح اللام والميم وبعدها خاء معجمة.
ومثوشالخ، بفتح الميم وضم المثلثة وسكون الواو وفتح الشين المعجمة بعدها ألف ساكنة ثم لام مفتوحة ثم حاء مهملة كأن بعدها ألفا.
وحنوخ، بحاء مهملة مفتوحة ونون مضمومة بعدها واو ساكنة، ثم خاء معجمة.
ويرذ، ويقال يارذ - بياء آخر الحروف مفتوحة إذا أشبعت الفتحة صار كأن بعدها ألفا ثم راء مهملة مفتوحة بعدها ذال معجمة.
وما هللئيل، بمبم مفتوحة بعدها ألف ساكنة، ثم هاء مفتوحة ولام مفتوحة أيضا، ثم لام أخرى ساكنة بعدها ألف مهموزة مكسورة كأنما بعدها ياء آخر الحروف ساكنة، ثم لام ثلثة.
وقنن، بقاف مكسورة كأن بعدها ياء آخر الحروف ساكنة، ثم نون مضمومة كأن بعدها واو ساكنة، ثم نون أخرى.
وأنوش، بفتح الهمزة وضم النون وسكون الواو ثم شين معجمة.
(المقفى الكبير): 1 / 13 - 15، ترجمة إبراهيم الخليل عليه السلام، ترجمة رقم (1).
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 56 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فصل في ذكر عمرات رسول الله صلى الله عليه وسلم التي اعتمرها بعد هجرته 3
2 عمرة القضاء 17
3 عمرة الجعرانة 22
4 فصل في ذكر حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة 25
5 فصل في ذكر من حدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم 38
6 فأما ما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جلت قدرته 38
7 وأما الأحاديث الإلهية 46
8 وأما الحكمة وهي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 48
9 وأما مجيء الجبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 51
10 وأما إنزال الملك يبشره بالفاتحة وبالآيتين من سورة البقرة 52
11 وأما الملك الذي نزل بتصويب الحباب 52
12 وأما اجتماعه بالأنبياء ورؤيتهم في ليله الإسراء 53
13 وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إبراهيم عليه السلام 53
14 وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تميم الدارس 62
15 وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قس بن ساعدة 68
16 وأما حديثه صلى الله عليه وسلم عن أبي كبشة 70
17 فصل في ذكر من حديث وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه 70
18 إسلام الجن وإنذارهم 70
19 وأما الصحابة رضوان الله عليهم 81
20 أما المهاجرون 85
21 ذكر هجرة الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 87
22 وأما السابقون الأولون 88
23 وأما الذين أسلموا إلى أن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم 91
24 وأما المستضعفون الذين عذبوا في الله 105
25 وأما المهاجرون إلى الحبشة 115
26 وأما من أسلم قبل الفتح 117
27 وأما الذين شهدوا بدرا وبيعة الرضوان 121
28 وأما رفقاؤه النجباء 128
29 وأما أهل الفتيا من أصحابه صلى الله عليه وسلم 130
30 فصل في ذكر أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم 169
31 فصل في ذكر نزول الأوس والخزرج بيثرب 171
32 فصل في ذكر بطون الأوس والخزرج 175
33 فصل في ذكر ما أكرم الله تعالى به الأوس والخزرج 178
34 أول من لقيه من الأوس سويد بن الصامت 184
35 ثم لقى صلى الله عليه وسلم بعد لقاء سويد بن الصامت فتية من بني عبد الأشهل 185
36 وكان من خبر يوم بعاث 187
37 فصل في ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وهجرته إلى المدينة 193
38 فصل في ذكر مواساة الأنصار المهاجرين بأموالهم لما قدموا عليهم المدينة 204
39 فصل في ذكر من بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الأنصار وغيرهم القرآن ويفقهم في الدين 206
40 عقوبة من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 209
41 فصل في التنبيه على شرف مقام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم 221
42 وأما وصاياه صلى الله عليه وسلم 222
43 فصل في ذكر أمراء سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم 223
44 فأما اعتذاره عن التخلف 223
45 فصل في ذكر من أستخلفه رسول اله صلى الله عليه وسلم على المدينة في غيبته عنها في غزو، أو حج، أو عمرة 226
46 فصل في ذكر من استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيوشه عند عودته صلى الله عليه وسلم 228
47 فصل في نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب 237
48 فصل في ذكر شورة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب وذكر من رجع إلى رأيه 240
49 فصل في ذكر ما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا 267
50 فصل في ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها 268
51 فصل في وقت إغارة رسول الله صلى الله عليه وسلم 269
52 فصل في ذكر الوقت الذي يقاتل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم 271
53 فصل في ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين في محاربتهم 272
54 فصل في ذكر شعار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حروبه 275
55 فصل في ذكر المغازي التي قاتل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم 277
56 فصل في ذكر ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الغنيمة 279
57 فصل في ذكر من جعله النبي صلى الله عليه وسلم على مغانم حروبه 290
58 فصل في ذكر من كان على ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم 301
59 فصل في ذكر من حدا برسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفاره 302
60 فصل في ذكر وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم 318
61 فصل في ذكر صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم 322
62 فصل في ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يختم به 335
63 فصل في ذكر ما كان يختم به رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه 337
64 فصل في ذكر صاحب خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم 338
65 فصل في ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابة الجيش وقسمة العطاء فيهم وعرضهم وعرفائهم 339
66 فصل في ذكر ما أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأرضية ونحوه 358
67 فصل في ذكر أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية والخراج 365
68 فصل في ذكر عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية 375
69 فصل في ذكر عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزكاة 376
70 فصل في ذكر الصدقة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم 380
71 فصل في ذكر الخارص على عهد رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم 381
72 فصل في ذكر من ولى السوق في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرف هذه الولاية اليوم بالحسبة، ومتوليها له المحتسب 386