إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٨ - الصفحة ٢٠
أن قد فعلتن، وخرجه مسلم (1)، وانتهى منه إلى قوله: هو على.

(1) (مسلم بشرح النووي): 4 / 379، كتاب الصلاة، باب (21) استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس، وأن من صلى خلف إمام جالس لعجزه عن القيام لزمه القيام إذا قدر عليه، ونسخ القعود خلف القاعد في حق من قدر على القيام، وحديث رقم (90)، وقال في آخره: قال عبيد الله: فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هات، فعرضت حديثها عليه، فما أنكر منه شيئا، غير أنه قال:
أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا، قال: هو علي. وتكرر ذلك في آخر الحديث رقم (91)، (92)، باختلاف يسير في اللفظ.
وأخرجه البيهقي في (دلائل النبوة): 7 / 173 - 174، باب ما جاء في استئذانه صلى الله عليه وسلم أزواجه في أن يمرض في بيت عائشة رضي الله عنها، ثم ما جاء في اغتساله وخروجه إلى الناس، وصلاته بهم، وخطبته إياهم ونعيه نفسه إليهم، وإشارته إلى من أمن الناس عليه في صحبته، وفي ص 189 - 191، باب ما جاء في آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، من أولها إلى آخرها.
وتفسير موقف السيدة عائشة رضي الله عنها وتشددها في عدم ذكر الرجل الآخر، وهو الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه، يكمن فيما نقله الدكتور عبد المعطي قلعجي محقق (دلائل النبوة للبيهقي)، حيث نقل من كتاب (عائشة والسياسة) للأستاذ سعيد الأفغاني [ص 76 - 82] مختصرا:
(لنرجع ثلاثين سنة قبل أن بويع لعلي بالخلافة، فسنجد ثمة نقطة التحول التي فرضت على عائشة اتجاهها الذي اتجهته مع علي رضي الله عنه ولم تستطع الإفلات منه، ولا من عاطفتها العنيفة التي لم تخفف تتابع الأيام والسنين من حدتها، فلنمعن في هذه الأمور التاليات:
1 - لم تجتمع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على شئ اجتماعهن على الغيرة الشديدة من السيدة عائشة رضي الله عنها، لما خصها به النبي صلى الله عليه وسلم من محبة، إذ حلت من قلبه المنزلة التي لا تسامى، والغيرة بين الضرائر أمر فطري مألوف، قل أن تتنزه عنه امرأة، وكان علي وزوجه السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحاولان حمله صلى الله عليه وسلم على التخفيف من حبه لعائشة، ويسفران لبقية أزواجه بما يرضيهن، ويغضب عائشة، وأظن أن مثل هذه السفارة مما لا تغفره أنثى البتة.
2 - موقف علي من عائشة في حادث الإفك.
3 - إشارات عارضة استخرجتها من مواطنها، لأنها عظيمة الدلالة على رأي عائشة رضي الله عنها في علي رضي الله عنه، وعاطفتها نحوه.
الأولى: فقد رواها عطاء بن يسار، قال: جاء رجل فوقع في علي وعمار رضي الله عنهما عند عائشة فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا، وأما عمار رضي الله عنه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يخير بين أمرين إلا اختار أرشدهما. [أخرجه الإمام أحمد في (المسند): 7 / 163، حديث رقم (24299)].
الثانية: نبه إليها داهية بني هاشم: عبد الله بن عباس رضي الله عنه، روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (لما اشتد بالرسول وجعه دعا نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي. فأذن له، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أهله، أحدهما الفضل بن العباس، ورجل آخر تخط قدماه الأرض، عاصبا رأسه حتى دخل بيتي).
قال راوي الحديث: فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن عباس فقال: هل تدري من الرجل الآخر؟
قلت: لا، قال: علي بن أبي طالب، ولكنها لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع.
حتى بعد انقضاء حرب الجمل، وانتهاء الأمر بينهما على خير وتبادل ثناء، لم يزل ما بنفسها نحوه، فقد ذكروا أنه لما انتهى إلى عائشة قتل علي، قالت متمثلة:
فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 19 20 21 22 23 24 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ليس فيما حرم شفاء 3
2 السعوط 4
3 ذات لجنب 6
4 الكحل 9
5 الحبة السوداء 12
6 السنا 14
7 التلبينة والحساء 16
8 اغتسال المريض 19
9 اجتناب المجذوم 24
10 وأما عرق النسا 31
11 وأما كثرة أمراضه صلى الله عليه وسلم 34
12 الحناء 35
13 الذريرة 38
14 وأما أنه صلى الله عليه وسلم سحر 40
15 وأما أنه صلى الله عليه وسلم سم 45
16 وأما أنه صلى الله عليه وسلم رقى 48
17 وأما أنه صلى الله عليه وسلم احتجم 56
18 وأما الكي والسعوط 62
19 وأما الحناء 64
20 وأما السفرجل 64
21 فصل في ذكر حركات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكونه 66
22 وأما عمله صلى الله عليه وسلم في بيته 66
23 وأما ما يقوله إذا دخل بيته صلى الله عليه وسلم 67
24 وأما ما يقوله إذا خرج من بيته صلى الله عليه وسلم 68
25 وأما مشيه صلى الله عليه وسلم 72
26 وأما نومه صلى الله عليه وسلم 80
27 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ 89
28 وأما أن قلبه صلى الله عليه وسلم لا ينام 90
29 وأما مناماته عليه السلام 92
30 فصل في ذكر صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة 139
31 ذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان يحسن العوم في الماء صلى الله عليه وسلم 143
32 ذكر شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعث 145
33 فصل في ذكر سفره صلى الله عليه وسلم 150
34 أما يوم سفره صلى الله عليه وسلم 150
35 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا 153
36 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا علا على شئ 158
37 وأما كيف سيره صلى الله عليه وسلم 161
38 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم ويعمله إذا نزل منزلا 163
39 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم في السحر 164
40 ذكر ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا رأى قرية 165
41 ذكر تنفله صلى الله عليه وسلم على الراحلة 166
42 وأما ما يقول إذا رجع من سفره صلى الله عليه وسلم 167
43 وأما ما يصنع إذا قدم من سفر صلى الله عليه وسلم 169
44 وأما كونه لا يطرق أهله ليلا 171
45 فصل في الأماكن التي حلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى الرحلة النبوية 174
46 وأما سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه 174
47 وأما سفره صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة رضى الله تعالى عنها 186
48 وأما الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى السماوات العلى ورؤيته الآيات ربه الكبرى 190
49 فصل جامع في ذكر حديث الإسراء والمعراج 214
50 فأما رواية حديث الإسراء عن النبي صلى الله عليه وسلم 214
51 فصل جامع في معراج النبي صلى الله عليه وسلم 283
52 فصل في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لله عز وجل ليلة الإسراء 302
53 فصل في سفر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف 305
54 فصل في ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عكاظ، ومجنة وذى المجاز 309
55 فصل في ذكر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 316
56 فصل في ذكر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم 330
57 غزوة الأبواء 332
58 غزوة بواط 334
59 غزوة بدر الأولى 336
60 غزوة ذي العشيرة 337
61 غزوة بدر الكبرى 339
62 غزوة بني قينقاع 346
63 غزوة السويق 348
64 غزوة قراره الكدر 350
65 غزوة ذي أمر، وهي غزوة غطفان 352
66 غزوة نجران 354
67 غزوة أحد 355
68 غزوة حمراء الأسد 357
69 غزوة بني النضير 359
70 غزوة بدر الموعد 362
71 غزوة ذات الرقاع 363
72 غزوة دومة الجندل 367
73 غزوة المريسيع 369
74 غزوة الخندق 372
75 غزوة بني قريظة 376
76 غزوة بني لحيان 379
77 غزوة الغابة 380
78 غزوة خيبر 382
79 عزوة الفتح 384
80 غزوة حنين 388
81 غزوة تبوك 391