إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٨ - الصفحة ١٦١
وأما كيف سيره صلى الله عليه وسلم فخرج البخاري من حديث مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: سئل أسامة - وأنا جالس - كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟
قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص، قال هشام: والنص، فوق العنق، قال أبو عبد الله: فجوة، متسع، والجمع فجوات وفجاء، وكذلك ركوة وركاء.
ذكره في كتاب الجهاد (1)، وفي آخر حجة الوداع (2). وخرجه مسلم من

(١) (فتح الباري): ٦ / ١٧١، كتاب الجهاد والسير، باب (136) السرعة في السير، وقال أبو حميد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني متعجل إلى المدينة، فمن أراد أن يتعجل معي فليتعجل، حديث رقم (2999).
(2) (فتح الباري): 3 / 660، كتاب الحج، باب 92 السير إذا دفع من عرفة، حديث رقم (1666).
وأخرجه أيضا في كتاب المغازي، باب (78) حجة الوداع، حديث رقم (4413).
وفي (مسلم بشرح النووي): 9 / 38، كتاب الحج، باب (47) الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة، حديث رقم (283)، (284).
قوله: (وكان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص)، وفي الرواية الأخرى: (قال هشام: والنص فوق العنق)) أما العنوق فبفتح العين والنون، والنص بفتح النون وتشديد الصاد المهملة، وهما نوعان من إسراع السير، وفي العنق نوع من الرفق، والفجوة بفتح الفاء المكان المتسع، ورواه بعض الرواة في الموطأ (فرجة) بضم الفاء وفتحها، وهي بمعنى الفجوة، وفيه من الفقه استحباب الرفق في السير في حال الزحام، فإذا وجد فرجه استحب الإسراع ليبادر إلى المناسك، وليتسع له الوقت ليمكنه الرفق في حال الزحمة، والله تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي).
وفي (سنن أبي داود): 2 / 472 - 473، كتاب مناسك الحج، باب (64) الدفعة من عرفة، حديث رقم (1923).
العنق: السير الوسيع، والنص: أرفع السير، وهو من قولهم: نصصت الحديث إذا رفعته إلى قائله ونسبته إليه، ونصصت العروس إذا رفعتها فوق المنصة، والفجوة: الفرجة بين المكانين.
وفي هذا بيان أن السكينة والتؤدة المأمور بهما إنما هي من أجل الرفق بالناس، لئلا يتصادموا، فإذا لم يكن زحام، وكان في الموضع سعة سار كيف شاء. (معالم السنن).
وأخرجه الإمام مالك في (الموطأ): 270 كتاب الحج، باب السير في الدفعة، حديث رقم (888).
وأخرجه النسائي في (السنن): 5 / 285 - 286، كتاب المناسك، باب (205) كيف السير من عرفة، حديث رقم (2023).
وابن ماجة في (السنن): 2 / 1004، كتاب المناسك، باب (58) الدفع من عرفة، حديث رقم (3017) وفي هامشه: (العنق): سير سريع معتدل، و (نص): أي حرك الناقة يستخرج أقصى سيرها.
والدارمي في السنين: 2 / 57، كتاب الحج، باب كيف السير في الإضافة من عرفة.
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند): 6 / 266 - 267 من حديث أسامة بن زيد، حديث رقم (21276)، ولفظه: (كان سيره صلى الله عليه وسلم العنق، فإذا وجد فجوة نص، والنص فوق العنق، وأنا رديفه، وحديث رقم (21326) بنحوه.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ليس فيما حرم شفاء 3
2 السعوط 4
3 ذات لجنب 6
4 الكحل 9
5 الحبة السوداء 12
6 السنا 14
7 التلبينة والحساء 16
8 اغتسال المريض 19
9 اجتناب المجذوم 24
10 وأما عرق النسا 31
11 وأما كثرة أمراضه صلى الله عليه وسلم 34
12 الحناء 35
13 الذريرة 38
14 وأما أنه صلى الله عليه وسلم سحر 40
15 وأما أنه صلى الله عليه وسلم سم 45
16 وأما أنه صلى الله عليه وسلم رقى 48
17 وأما أنه صلى الله عليه وسلم احتجم 56
18 وأما الكي والسعوط 62
19 وأما الحناء 64
20 وأما السفرجل 64
21 فصل في ذكر حركات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكونه 66
22 وأما عمله صلى الله عليه وسلم في بيته 66
23 وأما ما يقوله إذا دخل بيته صلى الله عليه وسلم 67
24 وأما ما يقوله إذا خرج من بيته صلى الله عليه وسلم 68
25 وأما مشيه صلى الله عليه وسلم 72
26 وأما نومه صلى الله عليه وسلم 80
27 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ 89
28 وأما أن قلبه صلى الله عليه وسلم لا ينام 90
29 وأما مناماته عليه السلام 92
30 فصل في ذكر صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة 139
31 ذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان يحسن العوم في الماء صلى الله عليه وسلم 143
32 ذكر شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعث 145
33 فصل في ذكر سفره صلى الله عليه وسلم 150
34 أما يوم سفره صلى الله عليه وسلم 150
35 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا 153
36 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا علا على شئ 158
37 وأما كيف سيره صلى الله عليه وسلم 161
38 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم ويعمله إذا نزل منزلا 163
39 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم في السحر 164
40 ذكر ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا رأى قرية 165
41 ذكر تنفله صلى الله عليه وسلم على الراحلة 166
42 وأما ما يقول إذا رجع من سفره صلى الله عليه وسلم 167
43 وأما ما يصنع إذا قدم من سفر صلى الله عليه وسلم 169
44 وأما كونه لا يطرق أهله ليلا 171
45 فصل في الأماكن التي حلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى الرحلة النبوية 174
46 وأما سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه 174
47 وأما سفره صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة رضى الله تعالى عنها 186
48 وأما الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى السماوات العلى ورؤيته الآيات ربه الكبرى 190
49 فصل جامع في ذكر حديث الإسراء والمعراج 214
50 فأما رواية حديث الإسراء عن النبي صلى الله عليه وسلم 214
51 فصل جامع في معراج النبي صلى الله عليه وسلم 283
52 فصل في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لله عز وجل ليلة الإسراء 302
53 فصل في سفر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف 305
54 فصل في ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عكاظ، ومجنة وذى المجاز 309
55 فصل في ذكر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 316
56 فصل في ذكر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم 330
57 غزوة الأبواء 332
58 غزوة بواط 334
59 غزوة بدر الأولى 336
60 غزوة ذي العشيرة 337
61 غزوة بدر الكبرى 339
62 غزوة بني قينقاع 346
63 غزوة السويق 348
64 غزوة قراره الكدر 350
65 غزوة ذي أمر، وهي غزوة غطفان 352
66 غزوة نجران 354
67 غزوة أحد 355
68 غزوة حمراء الأسد 357
69 غزوة بني النضير 359
70 غزوة بدر الموعد 362
71 غزوة ذات الرقاع 363
72 غزوة دومة الجندل 367
73 غزوة المريسيع 369
74 غزوة الخندق 372
75 غزوة بني قريظة 376
76 غزوة بني لحيان 379
77 غزوة الغابة 380
78 غزوة خيبر 382
79 عزوة الفتح 384
80 غزوة حنين 388
81 غزوة تبوك 391