إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٨ - الصفحة ١٧٦
[قال مؤلفه] عفى الله عنه: في هذا الحديث وهم، وهو أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن حاضرا، ولا كان في حال من يملك، ولا ملك بلالا إلا بعد ذلك بنحو ثلاثين عاما، فإنه ما اشتراه إلا بعد المبعث، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه كان وله من العمر اثنى عشر سنة ونيف.
وقال البيهقي [رحمة الله عليه]: قال أبو العباس محمد بن يعقوب، سمعت العباس بن محمد يقول: ليس في الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد (1)، وسمع هذا أحمد ويحيى بن معين من قراد. قال البيهقي (2): وإنما أراد بإسناده هذا موصولا، فأما القصة، فهي عند أهل المغازي مشهورة (3).

(1) هو عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي، أبو نوح المعروف بقراد، روى عنه: يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وغيرهما، وأخرج له البخاري، والأربعة سوى ابن ماجة.
ووثقه: علي بن المديني، وابن نمير، ويعقوب بن شبية، وابن سعد، وابن حبان، وقال: (كان يخطئ)، وروى له الدارقطني في (غرائب مالك)، وقال: (أخطأ فيه قراد)، وقال الخليلي: (قراد قديم، روى عنه الأئمة، ينفرد بحديث عن الليث لا يتابع عليه)، وقال الدارقطني: (ثقة، وله أفراد)، ترجمته في (تهذيب التهذيب): 6 / 223 - 225، ترجمة رقم (498).
(2) (دلائل البيهقي): 2 / 26.
(3) ذكرها الحافظ أبو نعيم في (دلائل النبوة): 170 - 172، باب ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام في المرة الأولى، وما اشتمل عليه ذلك من الدلائل المتقدمة لنبوته صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عشر سنين، حديث رقم (109).
وذكرها ابن هشام في (السيرة): 1 / 319 - 322، قصة بحيرى.
وذكرها ابن سيد الناس في (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير): 1 / 40 - 44 ذكر سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب إلى الشام، وخبره مع بحيرى الراهب، وذكر نبذة من حفظ الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، ثم قال في آخره: قلت: ليس في إسناد هذا الحديث إلا من خرج له في الصحيح)، وعبد الرحمن بن غزوان لقبه قراد، انفرد به البخاري، ويونس بن أبي إسحاق انفرد به مسلم، ومع ذلك ففي متنه نكارة، وهي إرسال أبي بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم بلالا، وكيف أبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسن من أبي بكر بأزيد من عامين، وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم تسعة أعوام، على ما قاله أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وغيره، أو أثنا عشر على ما قاله آخرون.
وأيضا فإن بلالا لم ينتقل لأبي بكر إلا بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاما، فإنه كان لبني خلف الجمحيين، وعند ما عذب في الله على الإسلام اشتراه أبو بكر رضي الله عنه رحمة له، واستنقاذا له من أيديهم، وخبره بذلك مشهور.
وقوله (فبايعوه): إن كان المراد فبايعوا بحيرا على مسألة النبي صلى الله عليه وسلم فقريب، وإن كان غير ذلك، فلا أدري ما هو؟ (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير): 1 / 43 - 44.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ليس فيما حرم شفاء 3
2 السعوط 4
3 ذات لجنب 6
4 الكحل 9
5 الحبة السوداء 12
6 السنا 14
7 التلبينة والحساء 16
8 اغتسال المريض 19
9 اجتناب المجذوم 24
10 وأما عرق النسا 31
11 وأما كثرة أمراضه صلى الله عليه وسلم 34
12 الحناء 35
13 الذريرة 38
14 وأما أنه صلى الله عليه وسلم سحر 40
15 وأما أنه صلى الله عليه وسلم سم 45
16 وأما أنه صلى الله عليه وسلم رقى 48
17 وأما أنه صلى الله عليه وسلم احتجم 56
18 وأما الكي والسعوط 62
19 وأما الحناء 64
20 وأما السفرجل 64
21 فصل في ذكر حركات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكونه 66
22 وأما عمله صلى الله عليه وسلم في بيته 66
23 وأما ما يقوله إذا دخل بيته صلى الله عليه وسلم 67
24 وأما ما يقوله إذا خرج من بيته صلى الله عليه وسلم 68
25 وأما مشيه صلى الله عليه وسلم 72
26 وأما نومه صلى الله عليه وسلم 80
27 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ 89
28 وأما أن قلبه صلى الله عليه وسلم لا ينام 90
29 وأما مناماته عليه السلام 92
30 فصل في ذكر صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة 139
31 ذكر أنه صلى الله عليه وسلم كان يحسن العوم في الماء صلى الله عليه وسلم 143
32 ذكر شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعث 145
33 فصل في ذكر سفره صلى الله عليه وسلم 150
34 أما يوم سفره صلى الله عليه وسلم 150
35 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا 153
36 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا علا على شئ 158
37 وأما كيف سيره صلى الله عليه وسلم 161
38 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم ويعمله إذا نزل منزلا 163
39 وأما ما يقوله صلى الله عليه وسلم في السحر 164
40 ذكر ما يقوله صلى الله عليه وسلم إذا رأى قرية 165
41 ذكر تنفله صلى الله عليه وسلم على الراحلة 166
42 وأما ما يقول إذا رجع من سفره صلى الله عليه وسلم 167
43 وأما ما يصنع إذا قدم من سفر صلى الله عليه وسلم 169
44 وأما كونه لا يطرق أهله ليلا 171
45 فصل في الأماكن التي حلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى الرحلة النبوية 174
46 وأما سفره صلى الله عليه وسلم مع عمه 174
47 وأما سفره صلى الله عليه وسلم في تجارة خديجة رضى الله تعالى عنها 186
48 وأما الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى السماوات العلى ورؤيته الآيات ربه الكبرى 190
49 فصل جامع في ذكر حديث الإسراء والمعراج 214
50 فأما رواية حديث الإسراء عن النبي صلى الله عليه وسلم 214
51 فصل جامع في معراج النبي صلى الله عليه وسلم 283
52 فصل في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لله عز وجل ليلة الإسراء 302
53 فصل في سفر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف 305
54 فصل في ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عكاظ، ومجنة وذى المجاز 309
55 فصل في ذكر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة 316
56 فصل في ذكر غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم 330
57 غزوة الأبواء 332
58 غزوة بواط 334
59 غزوة بدر الأولى 336
60 غزوة ذي العشيرة 337
61 غزوة بدر الكبرى 339
62 غزوة بني قينقاع 346
63 غزوة السويق 348
64 غزوة قراره الكدر 350
65 غزوة ذي أمر، وهي غزوة غطفان 352
66 غزوة نجران 354
67 غزوة أحد 355
68 غزوة حمراء الأسد 357
69 غزوة بني النضير 359
70 غزوة بدر الموعد 362
71 غزوة ذات الرقاع 363
72 غزوة دومة الجندل 367
73 غزوة المريسيع 369
74 غزوة الخندق 372
75 غزوة بني قريظة 376
76 غزوة بني لحيان 379
77 غزوة الغابة 380
78 غزوة خيبر 382
79 عزوة الفتح 384
80 غزوة حنين 388
81 غزوة تبوك 391