فوات الوفيات - الكتبي - ج ٢ - الصفحة ٦٩٢
* يجلو الظلام محياه ويعذب مجناه * وتحلو ثناياه ومنطقه * * ملاحة تسترق القلب رقتها * ونظم ثغر يروق العين رونقه * * ثلاثة منه أعداني السقام بها * مجرى الوشاح وجفناه وموثقه * * ألقى الرماح بقلب غير مكترث * وأتقى طرفه الساجي وأفرقه * * فالأبيض العضب ما تبديه مقلته * والأسمر اللدن ما يحويه قرطقه * وقال أيضا * قم لا عدمتك فالرياح تغربل * والرعد يطحن والغمائم تنخل * * والمسك قد عجن الثرى بسحيقه * والعود يحق والحميا تشعل * * والدن تنور توقد جمرة الصصهباء * باطنه وفار المبزل * * هي قوت أرواح عنت بحصادها الأيادي * كما اكتنف الدياس الأرجل * * اللون تبر والحقيقة جوهر * والريح مسك والمذاقة فوفل * * والبرد قد ولى فما لك راقدا * متدثرا يا أيها المزمل * * أو ما ترى فصل الربيع وحسنه * والروض يضحك والحيا يتهلل * * والغيم كالكافور ينثر لؤلؤا * والجو مسك والغدير مصندل * * أبدت بدائع زهرها لك جنة * قد زخرفت فنعيمها متعجل * * نسجت يدا الإبداع وشى رقومها * فلأجل ذاك النسج عيني تغزل * * فمحمر ومصفر ومبيض * وموطس ومريش ومكلل * * ومدبح ومكتب ومذهب * ومفضض باللازورد مكحل * * جل المكون أعينا ما زانها * كحل ومبدع صبغة لا تنصل * * فإذا اجتليت فكل شبر نوهة * وإذا ظمئت فكل باع منهل * * فهزارها شحرورها ورشانها * سمانها دراجها والبلبل * * هذا يجاوب ذا بأحسن منطق * فإذا شدا الثاني أعاد الأول * * وتقيم مأتمها الفواخت سحرة * فكأنهن مفجعات ثكل * * وعلى الغدير شباك تبر حاكها * شمس الضحى وسنا دروع تصقل * * روض ومعشوق وحسن حمائم * وصفاء ساقية وراح سلسل * * وظلال غادية فسيف بروقها * ماض وطيب هوائها مستقبل * * والشمس تجنح للغروب فذويها فثوبها الذهبي * مصفر البقاع مجلل *
(٦٩٢)
مفاتيح البحث: الأكل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 685 686 687 688 689 690 691 692 693 694 793 » »»