الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٣١٣
المكي الفقيه صاحب الشافعي من كبار أصحابه روى عنه الترمذي وروى هو عن الشافعي كتاب الأمالي وغير ذلك وكان من القيمين بمذهبه وذكره الترمذي في آخر كتاب الجامع ومات في حدود الأربعين ومائتين 3 (الصفار)) الليث بن علي بن الليث هذا الليث هو ابن أخي يعقوب وعمرو ابني الليث الصفارين وقد تقدم ذكر غيرهما من أهل بيتهما لما قبض سبك السبكري على طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث وجهزه إلى مدينة السلام كما تقدم في ترجمة طاهر المذكور ولي الأمر بعده على مملكة فارس الليث هذا وكان الليث قد تغلب على بلاد سجستان في سنة ست وتسعين ومائتين فاستخلف الليث أخاه المعذل بن علي بن الليث على سجستان وسار إلى بلاد فارس طالبا سبكا السبكري فهرب منه طالبا من المقتدر النجدة فجرد المقتدر بالله الجيوش في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومائتين وأقام عليها مؤنسا المظفري وبدرا الكبير والحسين بن حمدان والتقوا مع الليث بن علي فانهزم جيشه واسر هو وأخوه محمد وابنه إسماعيل ودخل مؤنس إلى بغداد ومعه الأسرى في المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين وشهر الليث بن علي على فيل وولي المعدل بن علي بن الليث على سجستان 3 (صاحب الخليل)) الليث بن المظفر) كان رجلا صالحا مات الخليل ولم يفرغ من كتاب العين فأحب أن ينفق الكتاب باسمه فسمى لسانه الخليل فإذا رأيت في الكتاب سالت الخليل وأخبرني الخليل فإنه يعني الخليل نفسه وإذا قيل قال الخليل فإنما يعني به لسانه كذا قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي الفقيه قال ابن المعتز كان الليث من أكتب الناس في زمانه بارع الأدب بصيرا بالشعر والأدب والنحو يكتب للبرامكة وكانوا معجبين به فارتحل إليه الخليل وباشره فوجده بحرا فأغناه وأحب الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه فاجتهد الخليل في كتابه العين فصنفه له وخصه به دون الناس فوقع منه موقعا عظيما وعوضه عنه مائة ألف درهم واقبل الليث ينظر فيه ليلا ونهارا لا يمل النظر فيه حتى حفظ نصفه وكانت ابنة عمه تحته فاشترى الليث جارية نفيسة بمال جليل فبلغها ذلك فغارت غيرة عظيمة وقالت والله لأغيظنه ولا أبقي غاية وقالت إن غظته في الملك فذاك مما لا يبالي به ولكني أراه مكبا ليلا نهارا على هذا الدفتر والله لأفجعنه به وأحرقت الكتاب
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 » »»