الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ٢٤ - الصفحة ٣٠٨
الحر صلى الله عليه وسلم على القعبور إلى مصر ليفتحها لمخدومه فسار به وبالجيوش وعمل مع عسكر مصر مصافا بقرب العباسة فكسر المصريين ثم تناخت البحرية بعد فراغ المصاف وخملوا على لؤلؤ وهو في طائفة قليلة فأسروه ثم قتلوه وقتلوا معه جماعة في سنة ثمان وأربعين وستمائة 3 (الملك الرحيم)) لؤلؤ السلطان الملك الرحيم بد ر الدين صاحب الموصل الأرمني الأتابكي النوري مولى نور الدين أرسلان ابن السلطان عز الدين مسعود يكنى أبا الفضائل كان القائم بتدبير دولة أستاذه ثم دبر دولة القاهر عز الدين مسعود ولده فلما توفي أقام بدر الدين أخوين ولدي القاهر صبيين وهما ابنا بنت مظفر الدين صاحب إربل واحدا بعد واحد ثم إنه استبد بالملك أربعين سنة والأصح أنه تسلطن سنة ثلاثين وستمائة وكان حازما مدبرا شجاعا وفيه كرم وسؤدد وتجمل وله هيبة وسطوة وسياسة ومداراة للخليفة والتتار ويغرم على القصاد أموالا وافرة وكان مع جوره وظلمه محببا إلى الرعية قطع وشنق وقتل ما لا نهاية له حتى هذب البلاد ولما رأى مظفر الدين صاحب إربل يتغالى في المولد النبوي ويغرم عليه أموالا عظيمة) ويظهر الفرح والزينة عمد هو إلى يوم في السنة وهو عيد الشعانين فعمل فيه من اللهو والخمور والمغاني ما يضاهي به المولد ويكون السماط خونجا طعام وباطية خمر وينثر الذهب على الناس من القلعة يسفي الذهب بالصينية ومقته أهل العلم والدين لهذا الفعل وقال فيه * يعظم أعياد النصارى ويدعي * بأن غله الخلق عيسى بن مريم * * إذا نبهته نخوة عربية * إلى المجد قالت أرمنيته نم * توجه إلى هولاكو وقدم له تحفا سنية منها درة يتيمة التمس أن يضعها في أذن هولاكو فانكفأ على ركبته فمعك أذنه وأدخلها فيها فلما خرج أفاق على نفسه وقال هذا معك أذني فغضب وطلبه فغذ به قد ساق في الحال ومات في سنة سبع وخمسين وستمائة وقد كمل الثمانين 3 (أمير دمشق)) لؤلؤ هو منتخب الدولة البشراوي بالباء الموحدة والشين
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»